طالعنا بيان الشقيقين أيمن وحسين هزاع المجالي يوم أمس ولم أر فيه شيئا مستغرباً ضمن ما ورد فيه على لسانهما، فالشيء من أصله لا يستغرب وتحدثت إلى معالي الأخ أيمن "أبو ناصر" فقلتُ له إن هذا الحب الصادق والولاء العميق من لدنكم للقيادة الهاشمية هو حب متأصل متجذر ومتعمق وقد نشأتم عليه وصار جزءاً منكم وأنتم إمتداد لسيرة ونهج والدكم ابن الوطن هزاع الذي ارتوت الأرض بدمائه ثم واصلتم السير على نهجه من بعده فلم تلن لكم قناة وظل الوفاء للعرش الهاشمي مبتدأكم والحرص على وحدة الأردن وتماسكه خبركم.
  يؤكد الشقيقان ايمن وحسين في بيانهما المشترك أنهما مع وحدة الصف وأنهما يقفان بكل ما يمتلكان ضد كل من تسول له نفسه المساس أو الإساءة لسيد البلاد جلالة الملك أو للعائلة الهاشمية الكريمة، همساً أو قولاً أو فعلاً، وأنهما مع حرية التعبير عن الرأي التي ضمنها جلالته لكل أردني وأردنية، وهما بذلك يعيدان للمتتبع صحة وحقيقة المشهد الوطني الذي تميز به الأردن منذ تأسيسه أنه بلد الأردنيين وبلد الأسرة الواحدة من شتى أصولها ومنابتها وأنه لا يقبل التشرذم ولا الإنقسام ولا التفتت ولا يقبل التمييز بين مواطن وآخر على أساس لون أو عرق أو دين.
  أيمن وحسين كلاهما الآن خارج أي منصب حكومي، وهما متمسكان بصدق ولائهما وإنتمائهما للوطن وقائده المفدى، ولعمري أن هذا أصدق أنواع الولاء بعدما ضاقت صدورنا ذرعاً بمن رأيناهم يعطون للوطن ظهورهم ويتنكرون له وهو أحوج ما يكون لهم، ولدينا الكثير من النماذج التي للأسف لم تكن على حجم المؤمل والمطلوب منها لا سيما بعد مغادرتهما للمنصب، فلم يسمع لهم أحد صوتاً ولم ينبسا ببنت شفة فخيبوا الآمال وحطموا الرجاء، فين يظهر الشقيقين أيمن وحسين في وقت مهم للغاية ويؤكدان رفضمها المساس أو الإقتراب من الخط الأحمر ومن القاسم المشترك الذي نتفق عليه جميعاً في هذا الوطن وهو " الله، الوطن ، الملك" وشخصياً أكرر ما قلته في البداية أنني لم أرى فيه سوى تأكيد المؤكد من لدن هذه العائلة ذات الجذور الضاربة في عمق أرضنا الأردنية العزيزة.
  لا تجمعني بالشقيقين علاقة خاصة لئلا يعتبر أحد أن هذا المقال قرباناً لهما، بقدر ما كان البيان محفزاً وكأنّ لسان حالي أقرأه باسم كل أردني وأردنية أقسموا على أن يعضوا على الوطن بالنواجذ ويحموه بالمهج والأرواح، فهذا البلد بقيادته الهاشمية وتماسك أبنائه أثبت أنه الأكفأ والأقدر على التكيف مع كل ظرف أو تحدٍّ يحيط به، وأننا في كل حال قد نختلف على مسألة أو أمر ما لكننا نتفق أبداً أن الأردن هو بلدنا وأن القيادة الهاشمية هي عبائتنا.