صوت الاعتدال .. الملك مع قيادات الكونغرس الأميركي
حسين دعسة
18-06-2020 12:27 AM
بقوة إرادة معلنة، حسم الملك عبدالله الثاني، الرؤية الاردنية الهاشمية لعديد القضايا الساخنة في مسارات قضية الاردن وفلسطين، تحديدا مسألة الانفراد الاسرائيلي بإجتراء الحلول، والسعي لضم المستوطنات وغور الاردن.
الحسم الملكي كان في اللحظات الذهبية التي استمع فيها لجان وقيادات الكونغرس الأميركي من جلالته، و أبانت طبيعة علاقات الشراكة الاستراتيجية بين البلدين والتطورات الإقليمية، بما في ذلك، التأكيد على أهميّة إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، ذات السيادة والقابلة للحياة، على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
ذكاء الملك وضع هذه القيادات أمام حقيقة تاريخية واستراتيجية تقوم على متانة العلاقات التي تجمع المملكة الاردنية الهاشمية والولايات المتحدة، خصوصا في هذا الوقت العصيب أردنيا وفلسطينيا ودوليا.
تعلم قيادات وأعضاء لجان الكونغرس أهمية حوارها الغني، سياسيا وقانونيا، فهي تعزز للولايات المتحدة والعالم، كما للإدارة الأميركية ان جلالة الملك عبدالله الثاني هو «صوتُ الاعتدال» في المنطقة والعالم، مثلما هو شخصية قوية وحكيمة يلجأ إليها صناع القرار من قيادات وأعضاء لجان الكونغرس، لإدراك حقائق الصراع في المنطقة، لهذا شدد جلالته على المخاوف من اي صراعات جديدة تنشأ من أيَّ إجراء إسرائيلي أحادي لضم أراضٍ في الضفة الغربية، هو أمر مرفوض، ويقوّض فرص السلام والاستقرار في المنطقة
وبثقة هاشمية، جاهدة لعقود من أجل الحقوق والعدالة، والتعاون الدولي في كل ما يخص قضية فلسطين والحق الاردن بضمان آمن وشرعية الحدود، ومنع التغول الإسرائيلي الصهيوني، نبه جلالته إلى ضرورة إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين.بما في ذلك التأكيد الهاشمي المعلن الموروث ابا عن جد، على أهميّة إقامة العمل أميركيا ودوليا وامميا على ضمان قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، ذات السيادة والقابلة للحياة، على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
هذه الإرادة الملكية، بحثت بتنوير ووعي صلابة علاقات الشراكة الاستراتيجية بين الأردن والولايات المتحدة، والتطورات الإقليمية الراهنة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، خلال اتصال جلالته المهم مع زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ، السيناتور ميتش مكونيل، ولجنة الخدمات العسكرية في مجلس الشيوخ، و«اللجنتين الفرعيتين لمخصصات وزارة الخارجية والعمليات الخارجية» في لجنتي المخصصات بمجلسي الشيوخ والنواب؛ ذلك ان الاتصال، منح الأطراف كافة، فرص التعرف من جلالة الملك على طبيعة وخطورة الأزمات التي تمرّ بها منطقة الشرق الأوسط، ومساعي التوصل إلى حلول سياسية لها، والبحث عن حلول حيوية لكل الجهود الإقليمية والدولية المبذولة في الحرب على التطرف والإرهاب، ضمن نهج شمولي، كانت الاردن سباقة في متابعة التحديات والمخاطر ووقفت في مجابهتها بالتعاون والشراكة، سياسيا وامنيا واجتماعيا.
بروح وسمة هاشمية، كان «صوتُ الاعتدال» الملك عبدالله الثاني، واضحا في رسم صورة استشرافية، واعية، قوية في الحق، يعززها شهادة العالم عن الاردن الذي يقف ويستجيب لكل الازمات، وبالذات السياسية منها، عدا إدارة المملكة بقيادة الملك وسمو ولي العهد والحكومة والدولة والاجهزة الأمنية كافة، لملف جائحة فيروس كورونا بقوة وهدوء، وأمن حرص جلالة الملك على أن يكون نموذجاً، يبشر بقوة المملكة والتفاف الشعب والجيش حول القيادة الهاشمية وخياراتها في التصدي لأي أزمة.
(الرأي)