العمل بروح الفريق .. ما يدعو له الملك منذ 20 عاماً
أ. د. مجلي محيلان
17-06-2020 01:33 AM
ليس بالفرد وحده تنبني الحضارات؛ بل حين تتشابك الأيادي يقوم البنيان المرصوص وترتفع شاهقا المنجزات؛ ومن هنا كان العمل الجماعي من أهم مقوّمات الوجود البشري وحتى غير البشري، لكنّ العمل الجماعي يتطلب جهدا، ويقتضي امتلاك مهارات خاصة، تُعَدّ مفتاحا أساسيًا للنجاح في أغلب مجالات الحياة. والعمل الجماعي أو العمل بروح الفريق هو تحدّ بحدّ ذاته، ومن أساسياته:
• التحكّم بالذات والسيطرة على «الأنا».
• التحلّي بمهارات التواصل الفعّال.
• القدرة على حلّ المشكلات والاختلافات.
• الالتزام والانضباط الفردي لتحقيق الهدف المشترك.
ولا بدّ لكلّ فرد في الفريق أن يحاول تطوير نفسه ليكون أفضل ما يكون، الأمر الذي يؤدّي إلى تطوير الفريق كاملاً ومن ثمّ تطوير المجتمعات.
ولا شكّ أن العمل بروح الفريق الواحد تحت قيادة قائد ذي خبرة في مجال العمل ذاته، وإتاحة فرص تبادل المعلومات والخبرات بين أعضاء الفريق، وزيادة معدل صقل المهارات المختلفة، وارتفاع مستوى القدرات لكل أعضاء الفريق، بالإضافة الى تواجد روح العمل الجماعي، وحب مكان العمل ومجاله؛ كل ذلك يشكل حلقات تتعالق وتترابط فتنعكس إيجابيا على سير العمل في مراحله المختلفة؛ وبالتالي تزداد الإنتاجية في العمل وترتفع جودته.
فثمار العمل الجماعي جمّة، فهي تؤدي إلى:
• زيادة الكفاءة عن طريق توزيع المسؤوليات بين أفراد الفريق كلُ حسب تخصصه، مما يزيد من الإنتاج.
• تحسين العلاقات في بيئة العمل.
• رفع الروح المعنوية وبالتالي تزداد ثقة الشخص بنفسه لأنه يشعر بأن عمله ذو قيمة.
• زيادة الابتكار بخلق بيئة عمل مليئة بالإبداع، من أجل زيادة الابتكار.
ولكن... قد يعيق سير عمل الفريق الفعال أو يمنعه حواجز وعقبات، منها:
• سوء القيادة: فعندما تكون القيادة سيئة تزول الثقة المتبادلة بين أعضاء فريق العمل، فيتفكّك؛ ممّا يؤدّي إلى نتائج سلبية.
• سوء التخطيط: وينتج سوء تخطيط الأهداف من عدم معرفة الأهداف الطويلة أو القصيرة الأجل أو عدم تحديدها؛ ممّا يعني عدم المقدرة على معرفة الإجراءات اللازمة للسير نحو الهدف المُراد أو تصحيح المسار.
• ضعف التواصل: ويُؤدّي عدم الشعور بالراحة، وضعف الثقة في التواصل بين أعضاء الفريق إلى توزيع المعلومات بشكل غير صحيح.
• الاشتباكات الشخصية.
• انخفاض مستوى التدريب.
• الضعف في إدارة الأزمات.
• نقص الحوافز والمكافآت.
وأخيرا:
فما أحوجنا إلى:
• مؤسسات ملتزمة ومُقيَّمة بمبدأ العمل الجماعي.
• قادة مؤسسات ملتزمين ومقيَّمين بمبدأ الفريق الواحد.
• أفراد مدربين على العمل التشاركي.
وما أجمل تجلِّيات روح الفريق المتمثلة في الوصف القرآني والتوراتي والإنجيل في قوله تعالى:
(مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ, وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ, تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوًانا, سِيمَاهُمْ فِى وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ, ذاِكَ مَثَلُهُمْ فِى التَّوْرَاةِ, وَمَثَلُهُمْ فِى الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْاهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ, وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالِحاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيما).
(الرأي)