عمون - راكان ايوب - هل يجيد مجلس نقابة المعلمين اليوم، صناعة ناجحة لمطالبه؟ ما تبدو عليه الأمور أن المجلس يتخبط.
ترى الحكومة ذلك، وربما يريحها ما يجري من تخبط، وتهشّ له، وهي أكثر من ذلك تمتلك الحق - سياسيا - في ممانعته.
من هنا علّقت الحكومة اليوم على مطالب المعلمين من بوابة وزير الداخلية سلامة حماد، وليس عبر وزير التربية. وعلى مجلس النقابة التقاط المعنى.
ما يدعو للاستغراب ان مجلس النقابة اليوم يريد استدعاء نجاحه قبل نحو العام، في أزمة الإضراب، يوم دعمته الظروف النقابية والمحلية - سياسيا واقتصاديا - في تحقيق ما يريده.
هذا غير ممكن. غير ممكن توقيتا. وغير ممكن مناخا. رغم أن الخطوات التي يعتمدها المجلس هذه الأيام تشي بأنه لا يرى ذلك.
لعلنا نستدعي هنا، نقاشا باردا، لا يتبنى موقفا "مع أو ضد"، لما يطالب به المعلمون. دعونا نتفق أنهم محقون، أو غير محقين، فلا يهمنا هذا الان.
حتى لا ندخل في الجدل، نريد الابتعاد عن مبدأ حق المعلمين في العلاوة. اليوم ما نود فحصه ليس هذا، بل في شكل المطالبة اولا، وتوقيتها ثانيا.
قل إنهم يستحقون علاوتهم، أو لا تقل. على ان هذا ليس ما وصلنا إليه حتى الان من ملف يتجه نحو التأزيم.
بل في السؤال التالي: هل ينجح مجلس النقابة في معرفة الزاوية التي يؤكل منها الكتف، أم انه يتخبط، وكأنه يريد صناعة أزمة داخل النقابة، وليس فقط مع الحكومة.
إن المجلس أخطأ اولا في التوقيت، وأخطأ ثانيا في شكل المطالبة، وعندما أراد التصحيح، عاد وأخطأ، مرة ثالثة. ورابعة وخامسة.
واعضاء المجلس يطالبون بالعلاوة، تشعر كأن أحدا لا يرى أننا لسنا أمام المناخات ذاتها التي تشكلت مطلع العام الدراسي الماضي. وهذه كارثة في التخطيط والرؤية.
نعم يخطئ مجلس نقابة المعلمين في تقدير الظروف السياسية، وهو يطالب بحق المعلمين في علاوتهم. ما كان متاحا أمس ليس مسموحا به اليوم. ومجددا نود اليوم رسم تقدير موقف "جامد" من أحقية المطالبات. نحن هنا لا نتحدث عن الحق، بل في شكل المطالبة به.
ما يبدو عليه المشهد ارتباك نقابي. ويبدو أن نقابة المعلمين - لعمرها القصير نسبيا - تفتقر الى تاريخ ممتد من العمل العام، يهتدي من خلاله مجلس النقابة لأليات العمل، والخبرات المتراكمة، والخطوات الآمنة التي تنجح من خلالها في تحقيق أهدافها.
هذا ليس كلاما في الهواء. الأخطاء غير المبررة التي وقع فيها مجلس النقابة، وضع أمامها العديد من الحفر، والمطبات.
هل سيفهم مجلس النقابة الدرس سريعا، قبل أن يتورط ويورطنا معه؟