منذ نعومة أظافري، تغازلت بالوطن، فكنت ألعب بترابه !!، وأجعل من ترابه طيناً ، وأبني بالطين بيوتاً ، منها المصنع والمدرسة !!، وأضع عليها علم الأردن بحجم مناسب ، فكانت أمي تراني ، رحمها الله ، وتسألني ، ماذا تفعل ؟!!.
فكان جوابي .. أبني وطني !!.
هذه العلاقة الحميمة بيني ووطني، نمت وكبُرَت معي والوطن رويداً رويداً ، حتى تحوَّلت إلى عِشقٍ وغرامٍ، فكانت قصة حبي الجميلة، والتي ذاع صيتها في أصقاع العالَم. فأصبح الأردن عِشقي الجميل، وأغلى ما في وجودي.
هذا الحب الصادق، والمخلص الأمين، جعلني أشعر وأسنشعر بما يحُس به الوطن، فأفرح إذا فرح، وأغضب إذا شعرت بزعله أو من يُسيء إليه، فأذا كان شخصاً أساء إليه حتى لو بالهمز واللمز، أستشيط غضباً ولا أرحمه، لأنني أفتدي وطني بمهجتي وروحي وأغلى ما أملك، فهو الأغلى والأعز.
وعندما كبُرتُ تحوَّلَت مُعازلتي بالأردن إلى وصف مشاعري والبَوح بحبي وعِشقي، فكان قلمي وما زال مبدعاً في كتابة ما يجول في خاطري ووصف أحاسيسي، فأصبحت العاشق الولهان بوطني، فتميَّزَت علاقتي به عن غيري ، لأنه إحساس صادق ، بسري بدمي ، فكان نبض قلبي عِشقي بوطني ، الأردن الغالي .
وهذا ما أعتز وأفتخر به، وأرفع هامتي عاليةً، حتى لو شاع حبي، فهو مصدر فخري وإعتزازي