لا شك أن جائحة فيروس كورونا ساهمت في تغيير أنماط وسلوكيات اعتدنا عليها عبر الزمن ،وخلقت ثقافة جديدة وعادات اختلفت عن تلك التي كانت سائدة قبل ظهور هذا الوباء، وفي جانب التوسع في استخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة، كان من الضروري اللجوء إليها للتعويض عن أساليب العمل التقليدية، وتم اعتماد وسائل حديثه في غياب التعليم والعمل المباشر في وقت اضطرت فيه الدولة إجراءات حازمة لوقف تفشي هذا الفيروس ،من مثل تعطيل الدوائر والمؤسسات والجامعات والمدارس، وجاء استعداد الدولة واستجابتها سريعة للتعامل مع هذه الخيارات، وتسارع بشكل لافت تطبيق الأنظمة الذكية المعتمدة على وسائل التكنولوجيا الحديثة ،فجاء تفعيل وسائل وآليات التعلم عن بعد في في المدارس والجامعات ،عبر تقنيات الاتصال المرئي التي عوضت كثيرا وقامت بدور فاعل لتجاوز ما اوجدته جائحة الكورونا من معوقات، فجاءت استجابة الجامعات ووزارة التربية والتعليم سريعة للتعامل مع هذه التقنيات حرصا على عدم ضياع الفرصة على الطلبة وتجنبا لخسارة هذا الفصل الدراسي ،وبرزت جهود هيئة تنظيم قطاع الاتصالات واضحة في هذا المجال من خلال شراكة فاعلة مع شركات الاتصالات والتي مارست دورها الوطني بكل مسؤولية ،وتم استخدام أحدث الوسائل التكنولوجية في تسيير أعمال الحكومة الإلكترونية بهدف عظم تعطيل مصالح المواطنين والدولة بمختلف أجهزتها، وعليه عملت هذه الأجهزة بالحد الأدنى من العاملين فيها وبنسبة لا تتجاوز ٣٠بالمئة من نسبة العاملين فيها، ثم تطورت وزادت هذه النسبه متزامنة مع تحسن الوضع الصحي وصولا الى عودة الحياة إلى طبيعتها ، والتوسع في فتح القطاعات الإنتاجية العامله ،إذن جاءت الوسائل التكنولوجية الحديثه بديلا وخيارا سريعا تم تفعيله، فهل لنا أن نبني ونعظم الإنجاز في هذه التجربه الرائده، ونعتمدها وسيلة وآلية للعمل اليومي خاصة وأنها أثبتت فعاليتها في عدة مجالات منها مجال استخدام بطاقات الائتمان وحركات البنوك الالكترونية ودفع فواتير الماء والكهرباء وتم اعتمادها كذلك كمصدر رئيس للمعلومه المقروءه و المسموعه والمرئيه وأصبحت هي وسيلة التواصل الرئيسه في التعاملات اليوميه، مما ساعد وبشكل فاعل في وقت انتشار هذا الوباء من خلال التقيد بوسائل الصحه و السلامه وتطبيق قواعد التباعد الجسدي ،إذن أمام هذه التطورات المتسارعه ،وأمام ما شهدناه من تهيئة البنية التحتية على مستوى الدوله، والتي جاءت جاهزة وتم تفعيلها بسرعة فإننا نحتاج إلى اعتماد التطورات التكنولوجية المذهلة والتي سجل فيها الأردن تقدما واضحا على مستوى العالم حين وصل إلى المركز ٨٧ بمؤشرات جودة الإنترنت عالميا، وهذا تطور لافت يسجل للكفاءات الاردنيه التي احسنت استخدام هذه الوسائل بكل كفاءة واقتدار،