الحسن بن طلال: الديمقراطية تصنعها إرادة الشعب"
يوسف عبدالله محمود
15-06-2020 10:01 AM
"يجب أن نركّز على رسالة الاعتدال والتعدّدية الإنسانية" الحسن بن طلال
حَباهُ الله – سبحانه – ذكاءً وقّاداً وَظَفه في خدمة الفكر الإنساني. عَركَتْه الحياة وَعركها.
إذا كتب أو تحدّث كان لِما كتبه أو تحدّث فيه "مِصداقية لا تُبارى. جريء في قول الحق، لا يخشى فيه لومة لائم. يحترم "الاختلاف".
هو سموه الأمير الحسن بن طلال الذي أُتيحت لي قراءة أعماله الكاملة التي صدر الجزء الأول منها. أعماله الفكرية تدعو إلى تسريع وتيرة التغيير نحو عالم أفضل.
في حديثه عن "الديمقراطية" يقول سموه "إن الديمقراطية ليست شيئاً يصنعه الدستور أو القانون وإنما إرادة الشعب" دون أن يكون للشعب دور في صياغة الدستور، فلا ثقة فيه.
الشعب مصدر السلطات. مُفردات ليست مُجرد "تَرَف"!. هل هذا مطبق عربياً وإسلامياً؟ كلنا يعلم أن الدساتير العربية تشتمل على مفردات ممتلئة تُمجّد "الحرية" والعدالة والمساواة ولكنها في الكثير من هذ البلدان سرعان ما تختفي عند الممارسة مُتحولة إلى "الضِّد".
الحسن بن طلال يُؤرقه ما تعانيه البشرية من آلام. حاول رسالة إنسانية هو. خُطى أجداده الهاشميين يترسّمها. "التخلّف العربي" يقرأه قراءة نقدية معاصرة.
في كتاباته يخاطب العرب والمسلمين والعالم بلغة عصرية حداثية تؤمن بالتنوع والتعددية، هو بحق – وكما وصفه الباحث والمفكر المغربي د. علي أومليل- "في فكره يتكامل المثقف والسياسي في التجربة والرؤية" تكافل أثرى تجربته الإنسانية.
القضية الفلسطينية تقع في صدر اهتماماته.
في أعماله الفكرية التي صدرت قبل مدة، دراسة قانونية مُوثّقة للقرارات الدولية المتعلقة بمدينة القدس والأرض الفلسطينية المحتلة ومنذ عام 1967 وهي القرارات التي ضرب المحتل الإسرائيلي عرض الحائط بها. فِعل ذلك في ظل تخاذلٍ عربي مُهين.
الحسن بن طلال، صاحب رسالة مقدسة. في فكره وَمضات نور هاديات تُنير دروب السلام. إنه يدعو إلى تبنّي "ثقافة عالمية للسلام".
وَحْدها هذه الثقافة التي باستطاعتها بناء جسور التعاون بين الشعوب.
تُرى حتى تسود هذه الثقافة فتحسم لغة العنف السائدة هذه الأيام؟
متى نُدرك أن التخلّف بالنسبة للبشرية وشعوبها ليس واقعة أزليّة وليس قدراً.
متى كعرب ومسلمين نتعافى من الأنماط الفكرية المركبة والمتناقضة التي تُهدد سلامة مجتمعاتنا.
متى نحترم في علاقاتنا العربية/ العربية "البُعد الإنساني" الذي يشيع المحبة والتعاون بيننا، متى يكتسب حضوراً هذا البُعد!؟
لم يعد هذا "البعد الإنساني" أولويّة مِن أولويات السياسات العربية.
حلّ محلّه – مع الأسف – بُعدٌ إقصائي لِلكل ما يربطنا كعرب ومسلمين من وشائج القُربي والتاريخ المشترك.
"لقد حان الوقت لكي تضع مجتمعاتنا مخططاً عاماً يُعني بالبعد الإنساني للمعاناة في العالم- والغاية من هذا المخطط لا تقتصر على العمل على احتواء النزاعات بل تشمل تداعياتها".
الحسن بن طلال
متى تُترجم هذه المفردات إلى حقائق على الأرض؟ مَتى تُؤْنِس عالماً أنهكته الحروب؟ لَعْنة الحروب وَصْمة عارٍ في جَبين مُشعليها.