هاني الملقي وانطباعات توضيحية
السفير الدكتور موفق العجلوني
15-06-2020 01:53 AM
اطل علينا يوم امس الدكتور هاني الملقي من خلال صحيفة الرأي الغراء و عمون الغراء بتحليل شامل لمجموعة قضايا وحلول ،يحمل مسيرة حافلة بمواقف وطنية صادرة عن رجل عرفه الأردنيون في الداخل رجل دولة من الدرجة الأولى امانة و مسؤولية و خلق نبيل كابراً عن كابر ، و عرفته الدبلوماسية العريقة في الخارج صاحب رؤيا و استشراف للأحداث السياسية سواء بما يتعلق في مستقبل العالم العربي و خاصة ابان فترة " الربيع العربي " و مواقف وطنية خالصة معروفة للقاصي و الداني ، و استوقفنا ملياً بمحطات توضيحية تتطلب منا مراجعة لمسيرة شابها العديد من الغموض بين المد و الجز و التشويش و التشويه احياناً ، و اثارة الرياح العاتية لترمى بنا بعيدا في صحراء الشك و عدم اليقين و اغتيال مواقف و شخصيات كان مرادها الوطن و خدمة الوطن و الخروج من مآزق فرضتها الظروف و التحديات الاقتصادية السياسية و الاجتماعية.
وبالتالي بات علينا كمواطنين تصحيح انطباعاتنا عن كثير من المغالطات وسوء الفهم الذي وصل أحيانا الى التشكيك في العديد من المواقف، ومرد ذلك يعود لأمراض اجتماعية أصر أصحابها على السير عكس التيار الوطني لأسباب ومآرب ومصالح شخصية او لأهداف لتحقيق مآرب معينة او اغتيال شخصيات بعينها.
وفقد استوقفني حديث دولة الدكتور هاني الملقي في المحطات التالية:
•الانطباعات التي تولدت كانت في حقيقتها معلومات خاطئة ومغلوطة بدأ بثها بشائبة الخطأ المقصود ثم ما لبثت أن كبُر مستواها وتضخم حجمها ككرة الثلج مع فارق السوء في المحتوى وأكثر منه في المكنون.
•كان لهذه الظواهر تأثيرات سلبية على ثقتنا بأنفسنا وقدراتنا على النمو ورفع مستوى المعيشة وتعظيم الاستثمار والاعتماد على الذات التي تميز بها شعبنا.
•لا تتوانى الجهات الراصدة لمجتمعنا والهادفة إلى إضعافنا عن التنديد بما هو بنّاء وجديد بالقول إن المجهود هذا ينوي بيع أصول الدولة أو أن ثروة الأجيال في خطر أو أن الدافع له هو الفساد بعينه وكأنما هم من الفساد براء!
وهنا تقبع المصيبة بما يصدر من تشويش على الحكومات وما ينتج عن هذا التشويش من اثارة المجتمع، الامر الذي يلجأ المسؤولين إلى ممالأة الانطباعات الخاطئة ومسايرة أصحاب المصالح الخاصة والمستجيبين لهم من المتظاهرين، وقد ينتج عن كل ذلك حصاد الشعبية للمسؤولين وضرر يلحق بالمصلحة العامة لا يمكن تبرير دوافعه،وهنا يقع الفأس بالرأس.
وبالتالي لا بد من صحوة على كافة المستويات الرسمية والشعبية وخاصة في ضوء ما يعانيه المجتمع الأردني من اشاعات عبر وسائل التواصل الاجتماعي وبعض وسائل الاعلام التي تخدم بعض أصحاب الاجندة الخاصة. وهنا بداءنا نلاحظ وخاصة منذ بدء جائحة كورونا هنالك مصارحة من الدولة ووضع المواطنين بتفاصيل الامو والمعطيات على حقيقتها دون محاباة هنا او هناك.
وهذا ما يؤكد عليه جلالة الملك عبد الله الثاني حفظه الله في العديد من المناسبات وخاصة بما يتعلق في الاشاعة واغتيال الشخصية، وان تكون الأمور بغاية الشفافية والصراحة والبعد كل البعد عن الاصطياد في الماء العكر وان تكون كافة المعطيات تصب في مصلحة الوطن والمواطن.