الأردن في «عقلية وعقيدة نتانياهو»!
رجا طلب
15-06-2020 12:07 AM
تربى بنيامين نتانياهو في بيت مفعم بالكراهية للعرب بشكل عام ولابناء ضفتي نهر الأردن من فلسطينيين وأردنيين بشكل خاص، والسبب في تلك الكراهية عائد لايمانه الايدولوجي بأن ضفتي النهر هما «أرض إسرائيل التاريخية»، وهي عقيدة تعلمها من صغره على يدي أبيه «بنزايون نتانياهو» أحد الاصدقاء المقربين من زئيف جابوتنسكي رائد الحركة التصحيحية للصهيونية التي اعقبت هرتزل وأصبحت تلك العقيدة فيما بعد جوهر فكر حزب الليكود اليميني الذي يترأسه نتانياهو منذ 24 عاماً.
إن جوهر عقيدة نتانياهو والتي لا يجاهر بها تتمثل بثلاثة قواعد اساسية:
أولاً: لا وجود «لشعب أو لشعوب» غير «اليهود» في المنطقة الجغرافية المتمثلة بضفتي نهر الأردن.
ثانياً: ضفتا نهر الاردن هي الارض التاريخية «لاسرائيل».
ثالثاً: لا يجوز التعامل مع «الأوباش» حسب الوصف الذي اطلقه جابوتنسكي على العرب، إلا بالقوة العسكرية أو القمع أو «بالجدار الحديدي العازل» أي بمعنى اخر أن لا سلام مع الأردنيين أو الفلسطينيين أو العرب بشكل عام.
من وحي هذه المبادئ العنصرية - الفاشية يمكننا فهم سلوك نتانياهو في تخريب السلام مع الأردن والإجهاز على اتفاق أوسلو مع منظمة التحرير الفلسطينية ونجاحه في اغتيال حل الدولتين وسعيه المحموم لضم غور الأردن ومناطق واسعة من الضفة الغربية.
يسعى نتانياهو إلى إحراج الأردن بأي شكل من الأشكال بل واستفزازه للذهاب في خياراته السياسية في الرد على قرار ضم غور الأردن ومناطق في الضفة إلى خيارات صعبة مثل تجميد اتفاق السلام أو حتى جره لمجابهة أمنية أو عسكرية لوأد اتفاقية وادي عربة التي خرقها عشرات المرات مما افقدها قيمتها الاستراتيجية لدى الدولة الأردنية، حيث باتت هذه الاتفاقية أشبه ما تكون باتفاقيات وقف الحرب أو اتفاقيات «الهدنة» ليس أكثر من ذلك.
محاولة اغتيال خالد مشعل بعد أقل من ثلاث سنوات من اتفاقية وادي عربة كانت محاولة جدية من نتانياهو «لتفجير» تلك الاتفاقية وانهائها لمعرفته العميقة بشخصية الراحل الكبير الملك حسين وطبيعة رد الفعل الذي من الممكن أن يتخذه، غير أن حسابات نتانياهو تلك تحطمت على صخرة وجود رئيس أميركي مؤمن بقوة بالسلام هو بيل كلينتون الذي «وبخ نتانياهو» وضغط عليه وجعله ينفذ شروط الحسين رحمه الله حرفياً وأولها إرسال الترياق لإنقاذ حياة مشعل.
يراهن نتانياهو وبقرار ضم غور الأردن وبعض مناطق الضفة على وجود ترمب ولكنه يرتكب نفس الخطأ مع جلالة الملك عبد الله الثاني معتقداً وبغباء المتطرفين وغرورهم أن خيارات جلالته وفي هذه الظروف باتت محدودة..
Rajatalab5@gmail.com
الرأي