بما أننا لازلنا ضمن أفياء قانون الدفاع رقم (13) لسنة 1992 وأوامر الدفاع والبلاغات والتعليمات والقرارات الصادرة بمقتضاه، لا بدّ لنا من الاستمرار بإســتقراء بنودهــا وأحكامهـــا وإستذكارها.
وفي هذا السياق، قد تتضمن أمر دفاع رقم (6) لسنة 2020 الذي صدر بتاريخ 8/4/2020 مما تضمنه من أحكام، وأقتبس هنا الفقرة (ب) من البند سادسًا من الأمر: (( تعمل الحكومة على منح حوافز تشجيعية لأصحاب العمل الملتزمين بدفع أجور العمال كاملة من بداية العمل بقانون الدفاع وحتى انتهاء العمل به بالإضافة لاستفادتهم من برامج الحماية الاقتصادية وفق الشروط المقررة لكل منه ))، إنتهى الاقتباس.
في الحقيقة، لم أجد من القرارات الرسميّة لغاية هذه اللحظة، ما يدل على قيام الحكومة الرشيدة بإصدار ما يفيد بتوجهها أو نيتها منح الحوافز التشجيعية التي وعدت بها لأصحاب العمل الذين يلتزمون بدفع أجور العمال كاملة من بداية العمل بقانون الدفاع حتى إنتهاء العمل به، والذي نسأل العلي القدير أن يكون قريبا بإنتهاء الظرف الاستثنائي الذي يمرّ به وطننا الغالي.
برأيي المتواضع أنه ليس هناك داعٍ من الانتظار إلى الانتهاء العمل بقانون الدفاع، وليس هناك ما يمنع من إصدار حزمة/ حزم من الحوافز التشجيعية لمن يلتزم بذلك حتى نهاية العمل بالقانون، وهذا لا يعني البدء بمنح الجهات الملتزمة الحوافز فورًا وفي هذه اللحظة، بل تكون الاستفادة من الحزمة/ الحزم بعد إنتهاء العمل بالقانون، وبعد تأكد الجهات الرسميّة المعنية حسب الأصول من إلتزام أصحاب العمل بدفع الأجور كاملة طيلة الفترة المطلوبة.
وفي واقع الأمر، هناك العديد من المؤسسات والمنشآت واصحاب العمل الذين إلتزموا من بداية العمل بقانون الدفاع وحتى هذه اللحظة ولديهم النية والقرار بإستمرار دفع كامل الأجور للعاملين لديهم حتى نهاية العمل بالقانون، فلماذا لا تصرح الحكومة الرشيدة و/أو تصدر قراراتها بهذا الشأن وتترجم وعدها بأمر الدفاع إلى نص مكتوب مقروء يدعم ويشجع هؤلاء على الاستمرار بدفع كامل الأجور في مؤسساتهم ومنشآتهم.
هذا من جانب، ومن الجانب المقابل للمسألة، نتسائل... ما هي هذه الحوافز التشجيعية؟ أهي في إطار ضريبة الدخل؟ أهي في صورة إعفاءات؟ أهي في شكل خصومات؟ أهي لكل قطاع حوافزه؟ والسؤال الأخر الذي يفرض نفسه، هل هناك خطوط عريضة حول هذه الحوافز التشجيعية؟ أم لغاية هذه اللحظة ليس هناك تصور واضح للموضوع؟!
وفي نهاية كلّ خاطرة، أسأل المولى أن تمرّ هذه الظروف علينا جميعا ونحن بخير وأن يكون مرور هذه الغيمة مرورا عابرا وأن يحفظ الوطن وقائده وشعبه.