الفرنسيون يتضامنون مع احتجاجات اميركا
أ. د. ناهد عميش
13-06-2020 01:16 PM
يبدو أن ردّات الفعل على مقتل فلويد لم تنحصر على الولايات المتحدة، إذ شهدت مدن عدّة في العالم، ومنها المدن الفرنسية تظاهرات للتضامن مع المحتجين على مقتل فلويد. ففي الأيام الماضية جاب باريس وبعض المدن الكبيرة في فرنسا محتجون تضمنت هتافاتهم المناداة بمناهضة العنصرية والعنف من قبل الشرطة في فرنسا، وطالبوا أيضا بالتحقيق بسبب وفاة أداما تراوري، الشاب الأسود (24 عاما) الذي توفى أثناء توقيفه العام 2016 في فرنسا. وقد شهدت باريس مواجهات عنيفة بين الشرطة والمتظاهرين.
وبعد هذه الاحتجاجات، دعا الرئيس إيمانويل ماكرون حكومته إلى تقديم مقترحات لتحسين احترام الأخلاقيات في سلك الشرطة.
كما أعلن وزير الداخلية الفرنسي
أنه "سيتم النظر بشكل منهجي" في حال وجود اشتباه في فعل أو خطاب عنصري ارتكبه أي شرطي، كما أعلن التخلي عن طريقة القبض على شخص "من رقبته".
وقد احتج بعض السياسيين الفرنسيين، مثل مارين لو بن زعيمة حزب Le Front National على هذه التظاهرات. وقالت إن ما يحدث في الولايات المتحدة لا ينطبق على فرنسا؛ لأنه لا يوجد في فرنسا مثل هذه الانتهاكات العنصرية.
ما حصل في الولايات المتحدة ليس جديداً؛ فقد تكررت مثل هذه الحوادث في السنوات الماضية، ولكن مقتل فلويد كان بمثابة الشعرة التي قصمت ظهر البعير بسبب تكرار مثل هذه الانتهاكات الإنسانية. وطبعاً لا ننسى تأثير قوة وسائل التواصل الاجتماعي والتي أصبحت تنقل الحدث مع الصورة في اللحظة نفسها، فلم تعد المسافات ذات قيمة بل أصبح الناس يشعرون وكأنهم يعيشون الحدث، وبأن ما يحدث بآخر بقاع العالم يعنيهم هم أيضًا.
ما نشهده الآن هو أحد تداعيات العولمة، التي أصبحت كسلاح ذي حدين، فكما ساهمت هذه الأخيرة في انتشار الرأسمالية ومظاهر الاستغلال والعنصرية التي صاحبتها فقد أصبحت الاحتجاجات والحركات الاجتماعية المناهضة للاستغلال والتمييز والعنصرية ذات طابع عالمي أيضاً.
الاحتجاجات الحالية التي سببتها حادثة فلويد ستشكل مرحلة مفصلية في تغيير الممارسات السائدة في العديد من الدول.