ترمب لن يعود رئيسا لأميركا
شحاده أبو بقر
13-06-2020 09:55 AM
خلال حملة الإنتخابات الأميركية السابقة كان الأردنيون وعلى المستويين الشعبي والرسمي يتندرون من إمكانية فوز" دونالد ترمب " ويصرون على أن " هيلاري كلينتون " هي رئيس أميركا الجديد .
لم يكن ذلك رأي الأردنيين فقط بل كل العرب ومعظم المهتمين حول العالم , فقد كان فوز ترمب بالنسبة لقراءاتهم أقرب إلى المعجزة إن هو تحقق , وجاءت النتائج صاعقة للجميع بما في ذلك السيدة كلينتون نفسها .
أذكر حينها أنني كنت أخالف الجميع وأقول إن علينا وعلى سائر دول العالم أن نهيء أنفسها للتعامل مع المشروعات السياسية الخارجية المعلنة في حملة ترمب , فهو رئيس أميركا الوشيك . كان بعض الأصدقاء يرون في مجادلتي هذه تغريدا شاذا خارج السرب أو هو نوع من مناكفتهم .
ليلة الإنتخابات لم أنم تابعت الأمر لحظة بلحظة حتى الصباح إلى أن تيقنت من صحة رهاني .
اليوم أعيد الرهان ولكن على نحو مختلف , فلقد ثبت لمن صنعوا منه رئيسا أن مهمته الخاصة بهم وبمعتقدهم الديني قد إنتهت , وأن عودته ثانية ستكون لها عواقبها الضارة أكثر منها نافعة , سواء على صعيد الشرق الأوسط أو الصين وروسيا وإيران وكوريا الشمالية والمكسيك وفنزويلا وغيرها , فلقد كسبوا منه أهم مفردات مشروعهم المتمثل بنقل السفارة إلى القدس والخروج من الإتفاق النووي مع إيران . والأهم أن صورته اليوم في أميركا نفسها كما في العالم ومع أهم الحلفاء عنوانها الأبرز هو " الضيق " بتصرفاته وتغريداته وبالذات بعد مقتل المواطن الأسود وموقفه من أزمة كورونا لا بل وإستخفافه المستمر بأقرب حلفاء أميركا التقليديين .
خلاصة القول .. ترمب لن يعود رئيسا لأميركا للأسباب آنفة الذكر وغيرها كثير لا مجال لإستعراضه . وكما نحن بصدد عالم جديد فنحن بالطبع بصدد أميركا جديدة ستشغلها قضاياها الداخلية الكبرى عن الإهتمام بأي أمر خارجي آخر , ومن يعش يرى .
في " إسرائيل " بدأ خبراء السياسة والأمن يدركون ذلك جيدا , ولهذا هم قلقون جدا ومتلهفون جدا على إنجاز ضم مستعمرات الضفة الغربية على الأقل قبل نهاية عهد ترمب وتغير موازين السياسة الدولية في غير صالحهم .
في موروثنا الشعبي الأردني مثل رائع يقول " الصبر زين وبيه ثنتين , تكسب جميل وتاخذ الحق وافي " . وعليه فإن صبرنا مع المناورة السياسية وكسب الداعمين, سيوصلنا إلى إفشال ما أقلقنا وما زال كثيرا تحت مسمى صفقة القرن , والكيان الإسرائيلي يدرك ذلك تماما وهو قلق جدا وأكثر منا بكثير . ومرة ثانية من يعش لشهور سيرى أميركا مختلفة تماما, وتغيرا في لهجة نتنياهو ومن معه . والله من وراء قصدي .