بعد حادثة مقتل جورج فلويد ,تم تسليط الضوء في جميع وسائل الاعلام العالمية ومنها الامريكية على وحشية وقسوة البوليس الامريكي في التعامل مع المواطنيين خلال المظاهرات وقبلها ايضا , وخصوصا مع اولئك من ذوي الاصول الافريقية , والتي من المفترض ان يكون هدف الشرطة الاساس, هو مد يد العون للمواطنيين, وحمايتهم عند طلب المساعدة, ولكن ما شاهدناه على شاشات التلفزة هو عكس ذلك تماما , فهذه الثقافة المتجذرة لدى الشرطة الامريكية لها اسباب عديدة .
فبالاضافة الى التاريخ الحافل بالعنصرية العرقية , وهوالمحفز الاساس فيما ما يتعرض له المواطنيين من ذوي الاصول الافريقية, من وحشية في التعامل , فالشرطة الامريكية لها نقابات مثلها مثل اي نقابات عمالية ,حيث تقوم هذه النقابات الشرطية بالدفاع عن حقوق اعضائها,من خلال أحكام عقود العمل التي تحمي ضباط الشرطة من المساءلة ,والتي تضمن أن الإجراءات التأديبية, تفضل الضباط على أفراد المجتمع.ولهذا فنظام العدالة الامريكي , بداء بالشرطة التي تستخدم العنف كوسيلة للتعامل مع المواطنيين , ومرورا بالمدعي العام وبالقضاء وكذلك السياسيين ,يقعون تحت تاثير ونفوذ نقابات الشرطة الممولة من دافعي الضرائب, اضافة الى ذلك فهناك ضعف في التمثيل لهؤلاء المواطنين من اصول افريقية في النظام القضائي الامريكي , وهذا ما يجعل عملية الاصلاحات صعبة للغاية .ففي عام 2006 وجدت صحيفة واشنطن بوست ، انه تم إعادة أكثر من 450 من من ضباط الشرطة للخدمة من البالغ عددهم 1881من الذين ادينوا بسوء السلوك , ولكن بعد استئنافهم الاحكام تمكنت النقابات من اعادتهم للخدمة ,ولذلك تجد ان المتورطين من افراد الشرطة في اعمال وحشية ضد المدنيين العزل يفلتون من العقاب.

في مدينة مينوبولس التي وقعت فيها حادثة مقتل جورج فلويد على يد اربعة من رجال الشرطة , تعهد تسعة من اعضاء مجلس بلديتها بحل قسم الشرطة في تلك المدينة ,والعمل على تخفيض الدعم المالي للشرطة لانها تستخدم العنف والوحشية في التعامل مع المواطنيين وتقاوم الاصلاحات . بينما بعض المدن الامريكية الاخرى وبعد دراسة وابحاث قامت بالحد من تدخل الشرطة في قضايا العنف المنزلي , حيث اوكلت بعض المهام التي تتعلق بالعنف المنزلي او المجتمعي الى اخصائيين اجتماعيين للبت فيها بدلا من الشرطة , مما خفف حدة التوتر بين الطرفين , الا ان ثقة المواطن الامريكي بالشرطة ما زالت متدنية الى حد بعيد.

جريمة قتل جورج فلويد امام العالم وبدم بارد , سيكون لها اثر عالمي ايجابي عندما يتم انتخاب رئيس للولايات المتحدة الامريكية في شهر نوفمبر المقبل, يتصف بالعقلانية والتوازن في ادارة شؤون الولايات المتحدة وبالتاكيد العالم ,وذلك بدل من السيد ترمب الذي تتفق اغلبية سكان الكرة الارضية على ان فترة ادارته للبيت الابيض, تسببت في الحاق الاذى للكثيرين من سكان العالم اما بشكل مباشر او غير مباشر, ونخص بالذكر جمود عملية السلام في المنطقة بسبب الانحياز الغير مبرر لاحد اطراف النزاع .
الولايات المتحدة الامريكية قائدة العالم الحر, والديموقرطية, والانجازات العلمية,وحلم مئات الملايين من البشر للعيش فيها , والصديقة للاردن تستحق رئيسا افضل من ترمب في الانتخابات الرئاسية في شهر نوفمبر القادم , وسيصدق قول الطفلة جيانا ابنة المغدور جورج فلويد ان موت ابيها سيغير التاريخ, وسيعود الامل لكثير من الدول والملايين من البشروخصوصا الشعب الامريكي العظيم , الذي عانى ايضا الامرين من فترة حكم ترمب , وذلك لحياة مليئة بالامل ولغد مشرق.