من سيرة الجيش المصطفوي الهاشمي
محمد يونس العبادي
12-06-2020 09:54 AM
تختزل حكاية انشاء اللواء الرابع في جيشنا العربي، سيراً كثيرة لرجال بذلوا لأجل الأردن، وتقدم درساً جديداً في الوطنية التي لطالما كانت الدافع في بناء الأردن.
وفي خمسينيات القرن الماضي، كانت الخطة الدفاعية الأساسية للأردن تقوم على تعزيز الحرس الوطني، والبحث عن الامكانيات لأعادة تشكيل كتائبة في ألوية نظامية.
ولكن، حكام الدول العربية أحجموا عن مساعدة الأردن مالياً وعسكرياً ولم يعد ممكنا تنفيذ خطتنا الدفاعية وتعزيز قدرات الجيش العربي، لمواجهة العدو الصهيوني، بالرغم من زيادة شدة الإعتداءات وتكرارها على قرى ومدن الضفة الغربية.
هذا الأمر جعل من مواقف في غاية الصعوبة، عسكرياً وسياسياً وكان لا بد من البحث عن مخرج من هذا المأزق.
تزامن ذلك مع وجود مستودعات تتضمن أسلحة متعددة الأنواع لتجهيز مجموعة لواء كامل للجيش البريطاني، في منطقة خو وكانت المستودعات هذه محروسة بجنود بريطانيين ، بالإضافة إلى مستودعات أخرى في ماركا، تحت حراسة الجيش العربي.
ولما بدأ العدوان الثلاثي على مصر، رأى رئيس هيئة الاركان علي ابو نوار أن الأستيلاء على مستودعات الجيش البريطاني هو خير وسيلة لتجهيز لواء أردني بكامل معداته العسكرية.
وطلب من قائد سلاح الجو الاردني أن ينقل محتويات مستودع سلاح الجو البريطاني الى مستودعات جيشنا العربي، وخلال أربع وعشرين ساعة .
كما كلف سريةً باحتلال مستودعات خو وطرد الحراسة البريطانية منها، في ذات الليلة، وكان الهدف تشكيل مجموعة اللواء الرابع .
ولما تمت العملية، ليلاً، كان القائم بأعمال السفارة البريطانية يطلب مقابلة علي ابو نوار صباحاً، طالباً إليه اعادة الأسلحة والذخيرة.
أبونوار، رد على السفير، بأن هذا العمل حق من حقوق السيادة الأردنية وأن المعاهدة بين البلدين، نسفتها بريطانيا إثر عدوانها الثلاثي على مصر، ولم يعد لبحث الأمر من جديد القائم بأعمال السفارة.
وحين أبلغ أبونوار الملك الحسين بن طلال (طيب الله ثراه) رد جلالته بالقول: " حياك الله يا علي، ومتى سأفتش اللواء الجديد؟ "
فرد على جلالته قائلاً: "سيكون لجيشك مجموعة لواء رابع بعد ثلاثة أشهر بالضبط وسيتشرف باستقبالك".
بعض من سيرة وطن هاشمي عزيز.