«إرقدي بسلام».. بهذه الكلمات ودع بها العديد من الناس أُنثى فيل، بعد نفوقها فور تناولها فاكهة ملوثة في الهند، وفق ما أعلنت السلطات المحلية الهندية، وبعد تداول صور الفيلة بعد وفاتها.
الحزن أصاب العديد بسبب أنثى فيل، بينما يتعرض شعب بأكمله لكافة أنواع الظلم والمس والأذى، من قبل مستعمر أجنبي يتبجح بإجراءاته الاستعمارية ضد الشعب المظلوم، ومع ذلك المجتمع الدولي الديمقراطي المتحضر لا يتحرك، وإذا تحرك فيتم ذلك بخجل وتؤدة حتى لا ينزعج ترامب، وحتى لا يغضب نتنياهو.
إنه عصرهما: عصر الاستعمار الإسرائيلي، وعصر العنصرية الأميركية ومن لف لفهما، ومن يتبعهما، ويقف معهما أو يرتعب منهما.
لقد تم هزيمة الاستعمار الأوروبي واندحاره عن بلدان العالم الثالث، ولكن بقاياه المؤذية ما زالت ظاهرة فاقعة مخزية، فقد تم هزيمة فرنسا في الجزائر، بعد أن ارتكبت الآثام والجرائم والقتل والخراب، ولكنها لم تملك إلى الآن شجاعة تقديم الاعتذار للشعب الجزائري، لأسر ضحاياها وللمصابين بالآلاف الذين ما زالوا على قيد الحياة، بعد أن فقدوا أطرافهم على يد جنودها.
وتم رحيل بريطانيا بعد أن ارتكبت جريمتها الكبرى في تسليم فلسطين لحركة استعمارية ورثت الموبقات من النازية والاستعمار البريطاني، وها هي بعد مائة عام من فعلتها المشينة لوعد بلفور ومؤتمر سان ريمو تتباهى بما قارفت بدلاً من أن تقدم الاعتذار للشعب الفلسطيني الذي تشرد نصفه خارج وطنه يُعاني الفقر وعدم الاستقرار، ونصفه الآخر يواجه الحكم العسكري والتمييز العنصري والدمار وكل أنواع الجرائم المعادية لحقوق الإنسان.
بريطانيا بدلاً من أن تعتذر للشعب الفلسطيني على جريمتها تتباهى بما فعلته لصالح المشروع الاستعماري التوسعي الإسرائيلي.
الولايات المتحدة التي قامت على أنقاض أهل البلاد وذبحتهم واستعملت القنص والصيد على الهنود الحمر كأنهم حيوانات غير أليفة، مثلما عاملوا الأفارقة الذين أحضروهم بباطن السفن كعبيد للاستعمال دون البشر، بدلاً من أن تعتذر لهم على ما قارفت في ماضيها ضد أصحاب البلاد وضد الأفارقة، يعتمد الرئيس ترامب على حرس الحدود والجيش لكبح جماح احتجاجات الأفارقة ومن معهم، وهم يتوسلون للتخلص من السلوك الفاشي العنصري ومن الإرث الاستعماري.
مطلوب من فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة وكل الأنظمة المماثلة تقديم الاعتذار للشعوب التي تعرضت لآذاهم، وأن يتقدموا الصفوف للاعتراف بحق الشعب الفلسطيني 1- بالعودة واستعادة ممتلكاتهم لدى المدن والقرى التي طردوا منها، 2- أن يوفروا فرص الحرية والاستقلال والكرامة للفلسطينيين بدلاً من دعم الاستعمار والاحتلال والعنصرية التي تمارسها الحركة الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني.
الاعتراف الأميركي البريطاني الفرنسي وسائر أوروبا بقراري الأمم المتحدة قرار التقسيم 181، وقرار حق عودة اللاجئين 194، وتنفيذهما هو المطلوب من هذه الدول، وليس أقل من ذلك، فهل تفعل؟؟ هل تملك الشجاعة؟؟ وهل البلدان العربية والإسلامية تملك الشجاعة قبل أوروبا والولايات المتحدة وتطالبهم علناً بالإقرار بقراري الأمم المتحدة والعمل على تحقيقهما؟؟.
الدستور