حوادث السير المتكررة .. السائق هو الأساس
د.مخلد البكر
12-06-2020 12:50 AM
لا أنفي دور البنية التحتية واهمية تفعيل القوانين الرادعة وهنا يجب ان نضع الف خط وخط تحت كلمة (الرادعة) في الحد من حوادث السير وإيقاف شلال الدم هذا.
ورادعة تعني الاطلاع على تجارب الدول الأخرى وكيفية حزمها في تطبيقها للقوانين في هذا المجال لا التفاخر بسنها فقط، فكثيرة هي القوانين التي نسنها لكنها لا تفعل بشكل حقيقي.
ورغم ذلك كله تبقى قناعاتي الشخصية ان الانسان هو الأساس في الحد من هذه المجازر وهو فقط القادر على وقف نزيف الدماء وسلوكه الحضاري والتزامه بقواعد السير لاخوفا من القانون ولكن رحمة بنفسه وبأسرته من خلفه وبالآخرين.
فالسائق نعم السائق واعود واؤكد السائق هو بيت القصيد في كل الموضوع، فقدرات السائق، ثقافته وسيرته الذاتية والعملية وتكرار المخالفات والحوادث تعطينا مؤشرا حقيقيا عن أسباب استمرار مثل هذه الحوادث المفجعة.
ونحن هنا امام حقيقة وهي اننا لن نستطيع وقف الحوادث او منعها كليا، ولكننا نستطيع أن نمنع مجرما خفيا -لا نلقي له بالا- من ان يصعد خلف مقود مركبة.
وهنا واجب علينا ان نكف عن التغطية على كثير من الحوادث تحت شعارات كثيرة ولعل منوابرزها وصف الحادث بانه قضاء الله وقدره وهنا لا ننكر ان (بعض الحوادث) تقع ونحن مؤمنين بانه القدر المحتوم ولكن هذا الايمان بالقضاء والقدر ليس مبررا للسكوت عن مثل هذه الممارسات اليومية على شوارعنا والتي اشهدها بشكل شبه يومي على شارع الأردن مثلا المجاور لمكان سكني من فتية في مقتبل العمر يقودون مركباتهم الفاخرة بسرعة جنونية.
فلابد من الضرب بيد من حديد على يد كل سائق مركبة مستهتر بارواح الآخرين وسحب رخصة القيادة منه مدى الحياة.
لأننا بدون ذلك نكون كمن يعطي جاهلا سلاحا ونمنحه شرعية استخدامه ضد البشر ثم نقول انه قضاء الله وقدره.