عميد الانسانية وفارس نطاسي بارع يترجل
د ابراهيم الهنداوي
12-06-2020 12:33 AM
كم كان هذا المساء حزينا وانا على مائدة الإفطار انتظر قول الله اكبر لكي افطر بعد صيام يوم الخميس وإذا بابنة اختي الدكتورة تبلغني بخبر رحيل استاذي وطبيب سكن القلوب قبل العقول بعفويته وطيبته ونقاء سريرته وحسن أخلاقه كيف لا و قد عهدته وانا في ريعان شبابي عند دخولي الجيش كمتدرب مدني لمدة ستة شهور قضيتها في مستشفى مدينة الحسين الطبية متدربا في قسم جراحة العظام وما ادراك ما قسم العظام آنذاك.
كانوا ثلة من عظماء الجراحة يترأسهم المرحوم د.فؤاد حسن والمرحوم النطاسي البارع هاشم ابو نوار وطويل العمر منذر عودة ود.فالح الناصر وكنت وزميلتي خلود المجالي ببداية عملنا نحضر للاقامة بعد أن انهاء فترة التدريب، وكان كبير المقيمين آنذاك شاب في مقتبل العمر يحمل رتبة نقيب قد نذر نفسه لخدمة المريض، وهو منذر ومنذر من قبل أهله لخدمة وطنه فكان متألقا بعلمه وانسانيته وخلقه وقدرته على الجمع بين الأربعة العظماء من جراحي العظام فكان في يوم الخميس يمر مرورا جماعيا على جميع مرضى العظام فكان الوحيد القادر والملم بشؤون وشجون وتفاصيل مرضاه فكان الجميع يجتمعون على كلامه وحسن إدارته لمرضاه وشاءت الظروف أن نتعامل مع أبي نادر كاخصائي في جراحة العظام ونحن نعمل كمقيمين في الطوارئ فكنا ننتظر مناوبته بشغف وحب لنستشيره على مرضى العظام حبا به وبدماثته وطمعا في أن يجلب لنا ساندويشته المحببة الشاورما من جبل عمان، فكان الاخ الكبير والإنسان العظيم الذي لا يبخل بعلمه وعمله على الجميع وصاحب الابتسامة الرائعة فيا استاذي ورفيق السلاح والدرب ارثيك ولا أبكيك وابتهل إلى العلي القدير في ليلة الجمعة المباركة أن يرحمك الله برحمته وأن يجمعنا واياك في جنة عرضها السماوات والأرض والتي أعدت للمتقين والعاملين فيا استاذي ورفيق الدرب والسلاح نم قرير العين برضى الناس عليك واذا الله احب انسان حببه في قلوب خلقه وكيف لا وها هي محبتك تلهج في قلوبنا، ودمعتنا نتراكض في مقلتنا حزنا على فراقك ولكن عزاؤنا انك سنبقى في ذاكرتنا شامخا فاشمخ ايها العظيم بعظيم عطائك وانسانيتك ونسأل الله العظيم في ليلة الجمعة المباركة وباجر سورة ياسين فيها أن يبدلك دارا خيرا من دارك واهلا خيرا من أهل الدنيا مع الانبياء والشهداء والصالحين وانتم السابقون ونحن اللاحقون فياربنا أحسن ختامنا ويا الله ارحمنا واحباؤنا واغفر لنا ذنوبنا وانت يا اخي وأستاذي استودعك الله في عليين مع الشهداء والإبرار وكيف لا وانت شهيد العلم والبار بمرضاك فرحمة الله عليك وإنا لله وإنا اليه راجعون.