نحن تعدديون تماما. أما لماذا وكيف وما السبب وما الداعي وما المبرر، فتظل مجرد تكهنات واجتهادات من انسان فصامي “مثل حكايتي”، تعاني من جميع فصاميات أمتها الماجدة الخالدة الواحدة المتعددة المهددة المتهددة، رغم اعترافها بوجود جامعة دول عربية (ما يزال بعضها عربيا حتى الآن)، ورغم إيمانها واقتناعها بلجان التنسيق المشتركة بين دول الضاد والضد.
ومثل عادتنا في الإسقاط النفسي الاجتماعي، فإنني مثلكم جميعا، اتهم الإمبريالية واجزم بأنها السبب وراء جميع مصائبنا...
نحن شعب أنجب شعوبا بالجملة وقبائل جمّة تتفق على البعير وتتنازع على البعوضة. هكذا صرنا طوائف وقبائل بلا هوية، نحمل في خلايانا الوراثية جميع السمات المتناقضة؛ فنحن اقليميون وعنصريون...اشتراكيون إسلاميون وحدويون ديكتاتوريون ديمقراطيون جمهوريون امبرطوريون... في ذات الوقت. كل ذلك دون أن نشعر بأي حرج أو تناقض أو أية مثلبة.
ارتفع الاستعمار عنا (أو ترفّع عنّا)، لكننا نحمل سلبياته وأمراضه التي ابتلانا بها، وما نزال نحملها تخليدا لذكراه العفنة، التي تناساها هو لأنه يخجل منها.
لهمدوا لنا سايكس-بيكو واحدة، لكن كل واحد فينا بداخله مليون سايكس-بيكو على أهبة التناسل، بحيث صار البحث عن الذات والهوية كمن يبحث عن ابرة في (23) كومة قش، لا بل في (300) مليون كومة قش.
وتلولحي يا دالية
الدستور