لا يزاودن احد على موقف المملكة التاريخي المستمر الواضح والصريح في إسناد الأشقاء الفلسطينيين وحقهم في الحرية والدولة المستقلة القابلة للحياة على ترابهم الوطني وعاصمتها القدس على خطوط الرابع من حزيران ١٩٦٧.
والجهود المكثفة التي تقوم بها المملكة لحشد موقف دولي لمنع تنفيذ قرار اسرائيل ضم غور الاردن وشمال البحر الميت والمستوطنات لم تتوقف وتدرك اسرائيل أهميتها وفاعليتها. وهذا ما يفسر محاولات التشويه والفبركات التي بدأت تظهر في اسرائيل وخارجها.
من يقرا الصحافة الاسرائيلية يلاحظ حجم تركيز إسرائيل على قوة الموقف الأردني في التصدي للسياسات الاسرائيلية وفي كشف الخطر الذي سيمثله الضم للرأي العام العالمي ويلاحظ الكم الكبير من الإشاعات التي تضخها.
ينخرط الاردن في اتصالات مكثفة مع المجتمع الدولي ومع الأشقاء العرب ومع كل القوى القادرة والمؤثرة في الرأي العام العالمي لخدمة القضية الفلسطينية ولخدمة قضاياه ومصالحه.
حديث السفارة في واشنطن مع المنظمات الاميركية اليهودية جزء من الاشتباك الأردني الذي يوصل رسالة المملكة الى العالم ويطرح وجهة النظر الأردنية والقضايا العربية. هذا الانخراط ليس جديدا. هو جزء من المعركة التي يخوضها الاردن في حلبة الرأي العام العالمي. المنظمات اليهودية الأمريكية مؤثرة في الولايات المتحدة وهي منظمات اميركية يدعم كثير منها حل الدولتين ويعارض الطروحات اليمينية المتطرفة. اشتباك الاردن معها ضروري وجهد مستمر للدفاع عن القضية الفلسطينية. وأي بحث بسيط في غوغل يظهر عشرات المرات التي انخرط فيها الاردن وفلسطين ودول عربية كثيرة مع هذه المنظمات، ويظهر ان ما يقوله الاردن لها هو خطاب واضح في دعم الحق الفلسطيني.
لكن سيظل هناك دائما من يحاول تشويه الحقيقة والاصطياد في الماء العكر. وهذا ما تقوم به الأصوات التي تحاول تشويه طبيعة الندوة التي شاركت فيها السفارة مع احدى المنظمات الاميركية اليهودية والتي جاءت في سياق جهود المملكة توضيح خطر الضم وخدمة الروية الأردنية والفلسطينية والعربية. صيد هؤلاء هو الفشل لان الحقيقة لا تخفيها شبكات التشويه التي يستخدمونها. صوت الاردن سيظل صوت الحق وعمل الاردن سيظل يرتكز على مواقفه وثوابته. وهذه اكبر وأوضح من ان تشوهها محاولات بعض تغطية الشمس بغربال.