كادبي ، هدية القائد إلى جيشه
علاء مصلح الكايد
09-06-2020 01:38 AM
تتزاحم في هذه الأيّام المباركة مناسبات غالية على قلوبنا كأردنيّين ، عيد الجلوس الملكيّ وعيد الجيش العربيّ المصطفويّ وذكرى أشرف ثورات التاريخ ، الثورة العربية الكبرى .
وقد إخترت الإبتعاد عن السياسة والقانون في هذه المقالة ، لأكتب عن فكرة ولدت من جملة الأفكار الملكيّة النيّرة والتي رافقت بواكير عهد جلالة القائد الأعلى للقوات المسلحة في ملكيته الرابعة ، العاشق للفوتيك والميدان ورائحة البارود ، ليتمخّض عنها قصّة نجاح تجاوز صداها أرض الوطن والمنطقة لتخطّ نقطة فارقة مشهود لها عالميّاً ، إنّها كادبي .
فقد كانت أسعد أيامي العملية في رحابها ( مركز الملك عبدالله الثاني للتصميم والتطوير ) ومجموعته الإستثمارية ، وهي بإيجاز دُرَّةٌ ملكيّة أهديت للدرع الأمين والسّياج الحَصين ، الجيش العربيّ المصطفوي ليرعاها ويجعل من الحلم حقيقة وطنية مشرّفة ، عززت إحترافية القوات المسلحة الأردنية والأجهزة الأمنيّة ومكنتها من تطوير ذاتها بسواعد وعقول أبنائها وبناتها ، رفاق السّلاح المخلصين الذين كانوا وسيبقوا محلّ رهان القائد ومحطّ أمله وثقته .
وقد يعرف معظم المواطنين كادبي من معرض " سوفكس " العسكريّ ، رغم أن سوفكس ما هو إلّا إحدى ثمرات كادبي المضيئة التي تتجمّع فيها خبرات العالم وقدراته العسكريّة على الأرض الأردنية مرّة كلّ عامين .
فكادبي التي أرادها الملك ، مؤسسة متخصصة بتطوير القدرات الدفاعيّة للجيش العربي والأجهزة الأمنيّة وداعمة للقوات المسلحة الشقيقة والصديقة ، تجتمع فيها خبرات المؤسسة العسكرية وأقرانهم من المدنيّين ليكون الناتج خبرة عظيمة وإبتكار وطنيّ خلاّق بجهود أردنية خالصة مُخلصة .
وقد تطور عمل هذا الصرح المتميز من تصفيح الآليات والتدريع وتجهيز الآليّات العسكرية المتخصصة لينافس على مستوى المنطقة والعالم في مجالات الذكاء الصناعي والأمن السيبراني والتشفير والطائرات المسيرة وأنظمة التشويش ، كما أن إحدى الإنجازات هي إمتلاكه المركز المعتمد الوحيد للفحص والتقييم في المنطقة والمعنيّ بإجراء مجموعة واسعة من الفحوصات التي تتعلق بالمركبات والتدريع والمتفجرات والأسلحة والذخائر .
واليوم ، بإيعاز من القائد الأعلى تدخل كادبي بدورها كذراع عسكريّ إحترافيّ لإسناد السوق المحلّي بحاجته من الكمامات وأجهزة تعقيم المنشآت وأجهزة التنفس الصناعيّ ، وتواصل شراكتها مع أصحاب العقول من الباحثين في المجال العلميّ عبر الجامعات ومؤسسات القطاع الخاص بما تقدمه من دعم مالي ولوجستي للمشاريع البحثية .
إن ( كادبي ) مثالٌ صادقٌ على فكرة قائمة على أمل ويقين ملكيّين ، ليتحقق الحلم ويكبر فيثمر مئات الوظائف لأبناء الوطن وبناته ، ولتتطوّر الواجبات العسكرية بسواعد وهمم نشامى ونشميات جيشنا العربيّ فتصل إلى المأمول والمبتغى ، فالرهان الملكيّ على المؤسسة العسكرية لم يكن يوماً إلّا في محلّه ، ولن يكون إلّا كذلك .
كادبي ، المصونة بأيدي العسكر الأمينة ، هدية القائد الأعلى إلى جنده وجيشه ، نموذج أردنيٌّ يستحقّ الفخر ، وفكرة هاشمية رائدة على مستوى العالم والمنطقة شأنها شأن كل ما يجود به العرش من أفكارٍ وتوجيهات بنّاءة لغدٍ أفضل يستحقّه الأردنيّون ، ووطنٍ زاهر يليق بهم ، لكن الفارق أن هذه الفكرة وجدت من يحسن ترجمتها على الأرض من رفاق السلاح الأوفياء، ولا أقدر من الجيش على تلبية طموح القائد ، السّاكن كلّ منهما في وجدان الآخر .
كادبي فكرة كتبت لها الحياة بالإيمان والإخلاص والمؤسّسيّة العسكريّة المثالية المنضبطة ، والتي نأمل أن تنسحب على كلّ التوجيهات الملكية السّبّاقة في رؤيتها ، المؤمنة بهذا الوطن ، العازمة على أن يكون الغد أفضل بعون الله .
فكلّ عام والوطن ، وسيّده بكلّ الخير .
حمى الله الأردن قيادة وشعباً.