facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الجامعة الأردنية ، ثَوبُها أخضر ..


المحامية آية توفيق المهيرات
08-06-2020 09:18 PM

أكتُبُ الآن وعلى مَسامِعي نَشيدهُا لعلِّي أستحضرُ من الكلماتِ أَفْضلَ ما يَليقُ بِها ويوفيهَا حقَّها...

كان من أقصى طُموحاتي في الثانوية العامة _ وحالُ الكثيرين كحالي _ أن أَكونَ من المُنتسبينَ لها ، ولعلِّي أَخافُ أن أكونَ أقلَّ الأوفياءِ الذين انتموا وينتمون لِمحرابها ، فَمِن ضِمن أكثرِ الأمورِ التي تُربِكني عند الكتابةِ عنها هي الجامعةُ الأردنية.

منذُ اليومِ الأولِّ لَك فيها وإلى ذاك اليومِ الذي تَرتدي فيه لِباسَ التخرُّجِ تَتَماشى على أنغامِ نشيدِها، وتحيطُك مدرَّجاتِها مزيّنةً بِمَن جاءَ لِيشارِكَك فرحةَ التخرج.

المُنى عندنا ثوبُها أخضرُ... بإسم أردننا إسمها يكبرُ...
فهي رايَتُهُ و عباءتُه... وهي شمسُ غدٍ و بِشارتُه...

هي أيامٌ لَكَ فيها تُحْصيها بعدَدِها إلا أنَّك لَنْ تستطيعَ أَنْ تُحصِيَ آثارَها فيك، تفاصيلها العريقة المتجددة، والقديمة الجديدة ، أسوارُها وأشجارُها ، شوارِعُها ومبانيها ، كلِّياتُها ومشاغلها ...

وهي عيدُ العُلى ونشيدُ الإباء... ولِمحرابِها يَنتمي الأوفياء...

ها هُنا على يمينِك تستقبلُكَ مكتبةُ الجامعةِ بعددٍ لا يَنقُص لا صباحَ ولا مساءَ منَ الطلابِ الداخلينَ إليها والخارجين منها والجالسينَ على أدراجِها، تَجمعُهم بِهذا المكانِ الكثيرُ من الحكايا...
ولو فكرتَ النظرَ لليسار قليلاً ، فستجدُ مبنى رئاسةِ الجامعة، المُحاطِ بأولئك الطلابِ الذين ما وَجدوا لَهم مكاناً في ساحة المكتبة، فاختاروا الجلوس مقابِلَها - أنصح بذلك ساعات الصباح وساعات الغروب _.

حولَ رايتِها كُلُّنا نَلتِقي... لِنَمُرَّ إلى غَدِنا المشرق...

ثُمَّ تُكملُ المَسيرَ لتلتقي ببرجُ الساعة ، ذاك المَعْلَم الذي كان يَهتدي بِه  "السنفور" حتى لا يَقَعَ ضحيةَ مُزاح "الخنشور" ، فعن يمينِه الكلياتُ العلمية، وعن يسارِه الكلياتُ الإنسانية.

على ذُرى هذه الجامعة مَرَرْنا بالكثير الكثير :
لحظاتُ ضحكٍ وسُرور ، ولَحظاتُ حزنٍ وفُتور ...
أوقاتُ لَعبٍ ولَهو ، وأوقات جِدٍ وإجتهادٍ دُونَ لَغو ...
أيامُ بردٍ وشتاء ، وأُخرى ذاتَ درجاتِ حرارةٍ تُسابِقُ عنانَ السماء ...
محاضراتُ الأحد والخميس والثلاثاء ، أو يومَي الإثنين والأربعاء ، أو أن تختارَ أيام الدوامِ جَمعاء ...
قهوةُ الصباحِ أو كأسُ الشايِ بعبيرِه الفوَّاح ...
أصحابُ العمرِ ، وزملاءُ التخصصِ والمِهنة ...
رائحةُ الطعامِ المصنوعِ بِحبٍ ، يَخرُج من نوافذِ مطعم الجامعة ، تُسابِقهُ روائِح التجديد  من أكشاكِ الطعام المُوزَّعة في شوارِعها ...
فعاليات عمادةِ شؤون الطلبة ، وأيام انتخاب اتحادِهم ...
عِيادَةُ الجامعةِ ، ساحة الشطرنج ، مبنى القبول والتسجيل ، إستادُ الجامعة ، مجَمّعُ الإنسانية ، خدمة المجتمع ، مبنى المُستشار الثقافِي ، حدائق الجامعة الموَّزعة من شمالها لجنوبها ، أساتِذَتُها ومُحاضِريها ، قاعاتُها ومقاعِدها ، معالِمُها ، تفاصيلُها ، ذكرياتُها ...

هذا الصرحُ العلميُّ الكبيرُ الذي نَهِل مِنه جنودٌ ، ومعلمون ، وأطبّاءٌ ومُعاونون ، ومهندسون فنّانون ، وحُماةٌ حقٍ شامخون ، وبناةُ مستقبلٍ صامدون، وغيرُهم الكثيرون...

من عام ١٩٦٢ إلى الآن وما بعدَ الآن ، قد بَنينَا لَها في العيونِ وَطن ، وحَلَفنا لها أنْ يعيش الوطن...





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :