فعلا كما بدا لنا وثبت إن الحكومة طورت من قدراتها في التعامل مع الجائحة الكورونية وحولت التحديات إلى فرص ... ولكنها فرص استثمارية من الدرجة الاولى فالحكومة الموقرة استثمرت الازمة ماديا (كطفلة السائلين والمستجديين امام المساجد او هي الرجل المسلوخة) التي تمتد امام المصلين الخارجين للتو من التواصل الروحي مع الله وما زالت عواطفهم مشحونة فيتبرعون مما تبقى من مصروف العيال.... وكذلك الحكومة استغلت الازمة ومشاعر الناس ووظفتها للكسب المادي ابتداءا من صناديق التبرعات وانتهاءا بخصم العلاوات على الموظفين.
واخيرا فغرت باعلى صوتها بدون كسوف بواسطة وزير الصحة سعد جابر : إن الأردن يدرس فتح الحدود للسياحة الخارجية باعتبارها “مصدرا مهما للاقتصاد الوطني، لغاية الان جميل جدا ورائع.... وأضاف جابر في مقابلة تلفزيونية : (أن فتح الحدود سيكون خاصة للسياح... القادمين “من الدول المتشابة بالوضع الوبائي مع الأردن ولم يسجل فيها إصابات، والاكتفاء بالفحص المخبري للسائح دون الحجر”.) فرصة لقطاع السياحة المهمل من قبل وزير السياحة او وزيرة السياحة بصراحة بطلنا نعرف اسم الوزير لانه كل شهرين في تعديل حكومي على حكومة الرزاز والا شو معنى وزير الصحة يقرر عن وزير السياحة او الوزيرة ..ولا أدري هل هو تداخل صلاحيات او الوزراء بمونوا على بعض ؟!!
ونكمل الحديث عن تصريح وزير الصحة الذي يدهور صحة المغتربين ويغث بالهم حيث يحدد معاليه (ان فتح الحدود والاكتفاء بالفحص المخبري دون الحجر سيكون مخصص فقط للسياح )!! والمغتربين الاردنيين مستثنيين من القرار الحلو للوزير الحلو ... يعني المغتربين الاردنيين سيحجرون ويدفعون مبالغ بدل الحجر والنقل يعني هناك حوالي مليون مغترب اردني بالخارج فليدفعوا الملايين بدل زيارتهم الصيفية والتي هي شهر او يزيد قليلا فاذا تم حجرهم اسبوعين في الاردن واسبوعين في البلد المضيف انتهت الاجازة الصيفية داخل الحبس الارادي والمدفوع ثمنه... يعني لما يرجع الماظن يعمل مشكلة في المطار ويحبس في سجون الدولة ارخص له....فيحقق الحجر والنوم والاكل والشرب بدون مقابل ...اليس كذلك؟؟
لماذا هذا التمييز العنصري وتفضيل الاجنبي على الاردنين المغتربين او الذين تقطعت بهم السبل بالخارج .. ماذا تفسر هذا القرار معاليك ؟؟ أخبرهم يا سعد ... اخبر المغتربين الذين ينتظرون على جمر الشوق والقلق وبفارغ الصبر ونفاد الراحة....أخبرهم وأقنعهم يا سعد..
أليس هذا يترجم الاستثمار المادي البحت الذي يتجاوز النظرة الانسانية او الاواصر الوطنية والعدالة الاجتماعية في التعامل مع ابناء ادم بل ينتصر للغريب على ابن الوطن...لماذا تصر الحكومة على حلب الاردنيين ومبدأ الاخذ لاخر لحظة ومع اول فرصة تتاح بدل ان تعطي وتمنح...
ثم ماذا تفسر قرار منع دخول الاردنيين بسيارتهم الخاصة للحدود الاردنية ؟؟ اليس من الاكثر أمانا أن يدخل الاردني واسرته في مركبتهم بدل ان يركب باص جماعي أو طائرة جماعية؟؟ هل النقل الجماعي اكثر أمانا من النقل الخاص ؟ هل تفسر هذا غير الاستثمار المادي لشركات النقل والطيران ؟؟؟ أخبرهم يا سعد ... أخبرهم يا أمجد .. أخبرهم يا عمر .. أقنعهم يا سعد...
هل تعلم أن الاردني المغترب مع اسرته اذا عاد للحجر سيتكلف الاف كثيرة تفوق ما ادخره طيلة العام والذي عاد به كمصروف بالعطلة داخل الوطن ...ثم منعتموه من احضار سيارته التي تختصر عليه اجور النقل ...ما تفسير ذلك ....
سأخبرك يا سعد... أن هؤلاء المغتربين يحولون للاردن سنويا اكثر من ثلاث مليارات دينار بنسبة 10% من الناتج المحلي الاجمالي والتي تنعكس إيجابيا على معدلات النمو الاقتصادي الاردني، بالإضافة إلى انعكاسها المباشر على الإيرادات الضريبية، ورفع نسب الاستهلاك المحلي من السلع والخدمات ودعم القوة الشرائية للمواطنين، ونسب الاحتياطات الأجنبية.
ماذا قدمتم لهؤلاء الجيش الرافد للوطن؟ وما هي خطة الحكومة المعدة لهؤلاء اذا قررت الحكومات والدول المضيفة الاستغناء عنهم؟؟ أخبرهم يا عمر الرزاز ...هل جزاء الاحسان الا الاحسان ؟! لماذا لا تفكر الحكومات الاردنية بخدمة هؤلاء وغيرهم من الاردنيين النافعين للوطن بدل التضييق عليهم والاستهتار بهم وبمشاعرهم وبمطالبهم ؟! هم لم يبخلوا على الوطن وهم رسل وسفراء الاردن للخارج وهم جسر المحبة والتواصل مع الاخرين وشريان النمو والنماء للوطن فهل تنصفهم أو تساويهم بالسائح الاجنبي ؟؟؟ أخبرهم يا سعد ... لكي يهنأوا ويخبوا قهرهم ويأملوا بالرجوع لأهليهم وذويهم بدون نكد وخسارة واستغلال