في غمرة انشغال المجتمع الأردني في مناسبة قد تكون من اهم المناسبات الاجتماعية التي ينتظرها المجتمع نظرا لما تسببه هذه المناسبة من قلق وتوتر وترقب وانشغال كافة افراد الاسر في مستقبل ابنائهم ، وبعد ساعة واحدة فقط من اعلان نتائج الثانوية العامة للدورة الشتوية وتوزيعها عبر المواقع الالكترونية اعلن وزير التربية والتعليم الدكتور ابراهيم بدران سحب الوزارة للقرص المدمج الذي يحتوي على هذه النتائج من المواقع الالكترونية. نتفق على ان الوزير كان في قمة الصراحة والوضوح والشفافية عندما قرر سحب القرص المدمج واعترف بوجود اخطاء في بعض كشوفات علامات الطلبة وسيتم تصحيح الاخطاء واعادة نشر العلامات مرة اخرى حال اجراء اللازم وخاصة اننا تعودنا على ان المسؤولين منزهين هم ودوائرهم او وزاراتهم عن الاخطاء .

وكمتابع ومحلل في القضايا التنموية والاجتماعية اشير الى ان هذا الاعتراف بمثابة جرأة وشفافية وخطوة تسجل للوزير كونه اعترف بوجود اخطاء في النتائج وهذا الاعتراف يشير الى جرأة الوزير بهذه الاخطاء والاستفادة منها ومحاسبة مرتكبيها ، وتحديد الاخطاء التي ارتكبت ومن ارتكبها ونشرها للرأي العام لاننا نعرف جيدا ان امتحان الثانوية العامة يمر في عدة مراحل تشمل " اعداد وتحضير الامتحان وخاصة في وضع الاسئلة وتصحيح دفاتر الاجابات وادخال البيانات على الحواسيب وتبويبها واستصدار النتائج فامتحان الثانوية العامة يمر في هذه الاجراءات المتسلسلة ونجاح كل خطوة تعتمد على نجاح الخطوة التي سبقتها .

كان بامكان الوزير وهو الاعرف في شؤون الوزارة ان يمدد اعلان النتائج لمدة اسبوع آخر حتى يتلافى كل هذه الاخطاء ، وكان بامكان الوزارة واجهزتها العامله بها ان ترصد وتسجل كافة الملاحظات والشكاوى التي كانت تنشر في وسائل الاعلام حول مجريات الامتحان منذ بدء تقديم الطلبة للاعلام لانه لا يوجد ولا وسيلة اعلام الا ولجأ الطلبة يشكون من بعض السلبيات المتعلقة في الاسئلة والمدة الزمنية للامتحان . ولعل الخطأ الذي ارتكبه الوزير بعد الاعلان عن هذا الخطأ قيامه بالتسرع في عملية الاعلان عن تصحيح الخطأ ، اننا مع الحكمة والتريث والتأني في معالجة الاخطاء ، وما دام هذا الخطأ بسيط للغاية وحله لم يحتاج لاكثر من سويعات كما فعلت الوزارة ، فلماذا التسرع في اعلان النتائج .

مسك الكلام ،،، ليتذكر وزير التربية والتعليم الدكتور ابراهيم بدران ، الحكمة الموروثة والتي يجب ان لا نتجاوزها في مثل هذه الظروف " في التأني السلامة ... فالمعلومات التي وردت في القرص المدمج اخطاء قاتلة ومربكة ومحيرة ووضعت المجتمع في صدمة صدقية الاجراءات ، فالمطلوب التأني في تصحيح الاخطاء واقناع الراي العام في صدقية اجراءات التصحيح .