الجامعـة الأردنـيـة مـاذا تـفـعـل
أحمد الحوراني
05-06-2020 02:10 AM
القرارات التي إتخذها مجلس عمداء الجامعة الأردنية مؤخراً التي طالعتنا بها بعض المواقع الإلكترونية كإيقاف التعيينات وتعديل تعليمات العمل الإضافي للهيئة التدريسية للفصل الصيفي، وتعليق برامج الإبتعاث والإيفاد، وإيقاف العمل بالزيارات العلمية لأعضاء الهيئة التدريسية وإيقاف الإنفاق الرأسمالي بجميع أشكاله إلا للضرورة القصوى جميعها قرارات تصب في الإتجاه الصحيح فيما له علاقة بضبط الإنفاق وجاءت في الوقت المناسب وينبغي أن تحذو حذوها الجامعات لتستطيع مواصلة أداء رسالتها في خدمة الوطن وتخريج الكفاءات.
على صعيد متصل إذا صح ما تضمنته القرارات المشار إليها بتشكيل لجنة لدراسة رفع الرسوم الدراسية وعدم تقسيط الرسوم المترتبة على الطلبة فإن ذلك مدعاة للنقاش على نطاق واسع يضع مصلحة الطلبة في المقام الأول إذ لا يعقل أن يتم إتخاذ هكذا قرارات لا تخدم أبنائنا الطلبة خاصة في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي تمر بها العائلات الأردنية والتي ازدادت حدتها ضراوة إثر تداعيات فيروس كورونا المستجد الأمر الذي يحتم على الجامعة أن تضع مصلحة الطلبة على رأس الأولويات وألا تلجأ إلى جيوب الطلبة وتثقل على عائلاتهم بفرض مزيد من الرسوم والإلتزامات عليهم.
نحن ندرك حجم الضائقة المالية التي تمر بها الجامعات الأردنية ومن بينها الجامعة الأردنية التي من حقها المشروع أن تبحث عن نوافذ تمويلية حتى تتمكن من تأمين نفقاتها المترتبة عليها كتغطية الرواتب وشراء الأجهزة والمعدات والأدوات اللازمة للعملية التدريسية وتأمين نفقات تكاليف بناء مشاريعها وعطاءاتها وغير ذلك ونحن بهذا الصدد نشد على يدي الجامعة الأردنية ونضم صوتنا إلى صوتها مطالبين الحكومة ألا تتوان عن تقديم الدعم الممكن في ظل هذه الظروف ليس فقط للجامعة الأردنية بل لجميع شقيقاتها الجامعات الأردنية التي تنهض برسالة لا يمكن التقليل من شأنها في إسناد جهود التنمية الشاملة في المملكة.
الجامعة الأردنية جامعة لها خصوصيتها وميزتها عند الأردنيين، فهي جامعة وطن لا يقبل أحد لها أن تتراجع عن رسالتها جراء ضائقة مالية، فهي المؤسسة التي أراد لها الحسين أن تكون جامعة تلامس هموم الوطن والأمة وتقف على مقربة من هموم طلبتها وتضع في مقدمة إهتماماتها إعداد جيل مدرك واع لقضايا وطنه وأمته، جيل يعرف معنى الحب والإنتماء الحقيقي للوطن وكيف يكون الخريج معول بناء للأردن وكيف يستطيع أن يكون رديفاً لكل جهد نوعي يحتاجه الوطن في مختلف أحواله وظروفه.
نتمنى على الجامعة الأردنية الأم أن تبحث عن نوافذ ومصادر أخرى لتفي بإلتزاماتها وألا تتخذ قرارات تمس الجسم الطلابي برفع الرسوم وأن تعيد النظر في موضوع تقسيط الرسوم المترتبة على تسجيلهم للفصول الدراسية القادمة من قبيل الإحساس الإنساني لتكون الجامعة عوناً للأهالي لا حملاً مضافاً عليهم، وليكن في منظور الأردنية أنها الجامعة التي شرفها الحسين ومن بعد أبو الحسين في إطلالات ملكية مباركة كان الطلبة هم المبتدأ والخبر فيها.
Ahmad.h@yu.edu.jo
الرأي