متى تنام أوطاننا بلا احزان
يوسف عبدالله محمود
03-06-2020 11:41 AM
ملحمة الخيبة تغتال إنسانيتنا. بأيدينا صنعنا ملحمة الخيبة. أيدينا باتت ملوّثة تقطر دماً!
وصايا الرسل انتهكناها. تُواعِدُنا النكبات فلا نجرؤ على صدّها. ننام على الجرح صاغرين. أيّامنا غارقة في الحزن. مُغمّسة فيه.
"ملحمة الخيبة" حوّلها بعضنا إلى ملحمة انتصار!
عُرْبُنا بتنا نُداريه بالكذب والفَهلَوة. عُرْبنا بات مفضوحاً..
ذاكرتنا حَشوناها انتصارات وهمية.
سَوّقنا هذه الانتصارات على شعوب ظنّاً مِنا أن ذاكرة الشعوب أدْمنت النسيان!
حُشود القتلى من أبناء أمتي تعزف لحناً حزيناً يجسّد الخيبة العربية التي نعيش.
ألحان الحزن سلبتنا "الفرحة". شعوبنا تعيش "غُربة" داخل أوطانها.
ريح الغُربة يعصف بها. ما أقسى أن تعيش غريباً في وطنك!
أوجاع الغُربة فرضت عليها الاختيار بين الصّمت أو تعميق الجراح.
"ملحة الخيبة" أوْصدت كل كُوّةٍ للنور. أجْهضت أحلامنا ملحمة الخيبة.
يا مَن تعزفون ملحمة الخيبة كُفّوا عن العزف!
حين فرّطنا بالقيم أمسينا كالأيتام على مأدبة اللئام.
أغريناهم بنا، فأجافوا طعناتهم إلى أقدس ما نملك.
أرضنا صَارَت مَشاعاً لهم. أوطاننا باتت تُمزّق. هُم يأمرون، فنأتمر. حُرّيتنا مقيّدة. مُضارةٌ حريتنا. تُرى متى تنامُ أوطاننا بلا أحزان؟
يا لَيلُ الصّبرُ متى غَدُه؟
متى لا يولِغُ أعداء الإنسان في اصطياد براءَتنا؟
هم يُساومونني على ثَرى وطني.
على "المقدّس" يُساوِمون!
على حرّيتي يُساومون! على إنسانيتي يسامون!
أما بنو قومي، فَمُستمرون في عزف "ملحمة الخيبة"!
بنو قومي تركوني مُثحنَ الجراح أغفو وأنام على جرحي!
أعدائي اختلسوا مني حتى الأحلام!
ما أقسى أن يُصوّب الأقربون نحو جَوانحي نَصْلَهم!
تُرى. متى يُطل "الفجرُ
وتختفي "ملحمة الخيبة"!
مَتى يغدو لَنا عُنفوان. متى!
مَتى نستردّ براءَة تُنتهك!
متى تفارقنا آهات القهر والحرمان؟