المرأة و الثورة الصناعية الرابعة (عصر المعرفة)
زمرد المحمود
02-06-2020 05:32 PM
ظهرت الثورة الصناعية الأولى بإخترا الآلة البخارية في القرن الثامن عشر والتاسع عشر في إنجلترا، ثم أخذت بالإنتشار في جميع أرجاء العالم.
بعدها توالت التطورات والإختراعات التكنولوجية حتى عام 2016 حين إطلق مصطلح الثورة الصناعية الرابعة في المؤتمر الإقتصادي العالمي في سويسرا، والتي تعد قيد الإطلاق حالياً تزامناً مع ما قد يعرف بعيداً عن التكهنات في الثورة الصناعية الخامسة.
الثورة الصناعية الرابعة وسماتها
هي التطور الحالي في البيئة والمجتمع الذي نعيش به في مختلف القطاعات من حيث تطوير الأساليب التكنولوجية، العالم الإفتراضي والرقمي إضافة لإستخدام الروبوتات والذكاء الإصطناعي.
من سمات الثورة الصناعية الرابعة أنها سوف تحدث العديد من التغيرات الهائلة عالمياً، في مختلف القطاعات الصناعية، الإقتصادية، الزراعية، الطبية و التعليمية، إضافة إلى أنها تبلور مجموعة من الوظائف في مجتمعاتنا.
هذه التغيرات التي قد تطرئ على كافات فئات المجتمعات والتي يعتبرها البعض منا نعمة
وعصر النهضة بالمعرفة، على الصعيد الآخر قد تكون تكون نقمة للبعض.
فرص عمل المرأة
في الوقت الراهن، بل على مدى قرونٍ مضدت شهدنا إحتكاراً شاسعاً للعديد من الوظائف في كلا القطاعين الحكومي والخاص من الرجال، بحججٍ واهية كثيرة، مثل طبية العمل لا تتناسب مع فسيولوجية الأنثى وما إلى ذلك، مع عدم إعطاء المرأة الفرصة لتحدد بنفسها إذا كانت طبيعة هذا العمل فعلاً مناسبة لها أم لا. مع عدم وجود أي مدى من الواقعية وتهميش حقيقة أن التخصصات في جامعاتنا الداخلية وأخرى عالمية متاحة لكلا الجنسين، وأنه في أغلب الأحيان تكون دراسة المرأة لهذا التخصص حسب ما أتيح لها بناءً على تنسيب المقاعد الجامعية على نظام التنافسي، إذن نجد هنا نظاميين من أسس المنظومات المعمول بها بمجتمعاتنا متضادتيين وكل منها تصب في غير واد.
علاقة المرأة في الثورة الصناعية الرابعة.
إن الثورة الصناعية الرابعة تكاد تعد بالفرصة الذهبية للمرأة الطموحة الشغوفة، في نفس الوقت للمرأة التي وجدت نفسها أمام العديد من المعوقات الوظيفية وفي السلم الوظيفي، لتمكين المرأة عليها إستغلال هذه الفرصة و التشبث بها جيداً لتتمكن من تحقيق العدالة الإجتماعية للنوع في مختلف المجالات و المناصب.
على سبيل المثال مجال التعدين الذي كان يقتصر على الرجال فقط جزماً لما يتطلبه من أعمال شاقة وفيه من مخاطر، سيصبح كل ما يتطلبه هو التحكم والإشراف عن بعد، وهذا من السهل لأي إمرأة مختصة في هذا المجال القيام به.
أما بالنسبة لقطاع الصناعات المختلفة من الصناعات الثقيلة إلى الخفيفة، لن يتطلب التواجد الفعلي للعمال والمهندسين المشرفين بإختلاف الجنس التواجد ضمن نطاق أو مساحة العمل، جُل ما يتطلبه الأمر هو الإشراف عن بعد.
إضافة إلى المهن الحاسوبية و التي تتعلق بالبرمجة، الذكاء الإصطناعي، أنظمة التحكم الآلي
والمحاكاة، على غرار المهن التي سوف تستحدث والتعي تعد صدراً رحب للمرأة فهي تتطلب الذكاء، المهارة العالية والمعرفة الشاملة الملمة بهذه المجالات؛ أي أنه لا مزيد من الحجج التي ضقنا ذرعاً منها " غير مناسبة لطبيعة المرأة".
من جهة أخرى، مشاركة المرأة الفعلية في كلا القطاعين الطبي والتعليمي في الوقت الحالي، مع عصر الثورة الصناعية الرابعة، سوف تتمكن المرأة من إيجاد العديد من الفرص في هاذيين القطاعين أيضاً ليس فقط الحفاظ على منصبها، على العكس ستتمكن من أن تقفز في السلم الوظيفي. هذه المهن التي تطلب التواصل المباشر مع الإنسان لا يمكن إستبدالها في "الروبوتات" وأجهزة الحواسيب الألي فقط، وبما أن المرأة على مدى عقود مضت أثبتت جدارتها وكفاءات عالية، في بعض الأحيان أكثر من الرجل؛ سوف تكون هي ذات القدرة التنافسية الأعلى.
نعم إنه عصر زيادة التمايز بين الغني والفقير، نعم إنه عصر العولمة الحديثة، نعم إنه عصر إنهاء العديد من الوظائف وإستحداث أخرى، لكن هو أكثر العصور عدلاً في توزيع الفرص بعدالة وإنصاف بين الرجل والمرأة. هو عصر إعطاء المرأة الحق بالإختيار.
خوضي أيتها المرأة خضم هذه الحياة لتنالي فرصتك وتثبتي مدى جدارة الأم، الإبنة، الزوجة والأخت في الإقتصاد، الصناعات وإدارة الأزمات.