دراما مأساوية ما زالت تتكرّر عربياً!
يوسف عبدالله محمود
01-06-2020 02:06 PM
ما زالت الدراما المأساوية تتكرّر عربياً وإسلامياً.
ما زال القتل والإبادة مستمرين شئنا أم أبينا.
تراث القتل – إذا جاز التعبير – ورثناه منذ القدم.
في العصر العباسي تم قتل سبعة عشر خليفة على نحو بشع. تم عزلهم ومن ثم تصفيتم على أيدي مقرّبين منهم حتى أن واحداً منهم وهو الخليفة القاهر- وكما تقول الروايات التاريخية- فُقئت عيناه وغدا يتسوّل عند مساجد بغداد!
هذا التراث الدموي نعثر عليه ونحن نطالعه.
الانتقام والانتقام المضاد ظاهرة توارثناها.
يروي الشاعر والإعلام العراقي المعروف د. صلاح نيازي في مجلته "الاغتراب الأدبي" حكاية أحد السياسيين العراقيين الكبار وكانت له – كما يقول – اليد الطولى في توجيه دفّة الأدب قبل ثورة 1958 العراقية وبعدها.
تقول الحكاية أن هذا السياسي الكبير أسبغَ هالة إنسانية على أحد الشعراء العراقيين مطلقاً عليه اسم "رسول العراق للإنسانية".
رسول الإنسانية هذا، وكما يضيف د. نيازي – قال حين اشتدت الخلافات بين مصر والعراق "إنا سنجعل من جماجمهم مَنافض للسجاير".
"الاغتراب الأدبي" العدد 13- 1989
أتساءَل هنا: لماذا يتم تقديس أفراد بينما هم منافقون يرقصون على كل دُفّ؟
مثل هذا الشاعر العراقي الذي وُسِمَ بأنه "رسول العراق للإنسانية" في لحظة نَزَق وانفعال غير مبرّر بدا على حقيقته بعيداً عن النهج الرسولي للرُّسل.
حين أبدى القرآن الكريم تحفّظاً حول الشعراء بقوله "والشعراء يتبعهم الغاوون، كان يشير إلى أمثال هذا الشاعر المتبجّج المغرور بنفسه.
اليوم تتكرّر هذه الدراما عربياً.
القتل العبثي الذي يطال المدنيين وغير المدنيين لا مُبرّر له سوى حب الهيمنة وإشباع نزعات متطرّفة كان يمكن أن تنتهي لو لُذْنا بقيم ديننا الحنيف الذي دعا إلى التسامح والمحبة والإيثار.
التاريخ الدموي الذي تمرّ به أمّتنا العربية والإسلامية هو امتداد لحقب قديمة مظلمة عاشتها هذه الأمة التي وصفها سبحانه وتعالى بأنها خير أمة أخرجت للناس. هل نحن اليوم كذلك.
تساؤل أطرحه على القادة والزعماء العرب في أيامنا هذه!