محاولة اغتيال خالد مشعل واغتيال محمود عبدالرؤؤف المبحوح
أ.د. سعد ابو دية
05-02-2010 03:17 PM
قرأت ما نشر حول اغتيال المبحوح في دبي وعاد إلى ذهني الاختراق فالرجل دخل دبي باسم مستعار فمن ابلغ خصومه عن تحركاته غير واحد من المقربين على العموم لم نسمع الرواية الاسرائيليه بعد مثلما سمعناها عن محاولة اغتيال خالد مشعل .
لقد نشر الكاتب الإسرائيلي رونن بيرغمان وجهة النظر الإسرائيلية حول محاولة اغتيال خالد مشعل و لكن لم نسمع الرواية الامارتيه أيضا عن اغتيال المبحوح في البلد الأمن الذي ينعم بهدوء مطلوب فالمنطقة حساسة جدا وسارت على ضوابط أمنيه من عهد بريطانيا وفي العهد الحالي وهو أكثر حرصا على الأمور الامنيه
على العموم هنا تفاصيل من الجانب الأردني محاولة اغتيال خالد مشعل :
أولا: الاعلام الاردني
في البداية اعتبرها الاعلام الأردني مشاجرة. وزير الاعلام وصف الحادث في الساعات الاولى بأنه مشاجرة بينما كان القيادي في حركة حماس محمد نزال يذكر في قناة الجزيرة انها محاولة اغتيال.
2- لم يعترف الاسرائيليون انهم عملاء للموساد وأصروا على أنهم (كنديون) ولم يغيروا موقفهم حتى تم نهديدهم بنشر صورهم على التلفزيون.
3- جاءت محاولة اغتيال مشعل لتزيد العلاقات توترا مع (بنيامين نتنياهو) ذلك ان رئيس وزراء اسرائيل قام قبل ذلك بنشر تفاصيل رسالة كان قد أرسلها إليه المغفور له الملك الحسين بلهجة حادة ثم وقع حادث الباقورة الذي قتل فيه الجندي الدقامسه مجموعة إسرائيليين في الباقورة مما اضطر المغفور له الحسين ان يقوم بزيارة لإسرائيل ويدفع (ديات) لعائلات المقتولين.. كل هذه التعقيدات حصلت في عهد (نتنياهو) ووصلت ذروتها في محاولة اغتيال خالد مشعل.
4- لم يذكر الكاتب ماذا يفعل (المصل) الذي رش به عملاء الموساد خالد مشعل ذلك أنه يعطل عمل كل العضلات غير الإرادية في الجسم ومنها التنفس.
5- يظل خالد مدينا لموقف الأردن وهو لاينكر ذلك أبدا ويجيد التعبير عنه إذ روى احد مرافقي المغفور له الملك الحسين عندما ذهب إلى المدينة الطبية ليزور مشعل وهناك صعد خالد على السرير يستقبل الحسين قافزا بفرحة غامرة جدا.
6- تضمنت الاتفاقات ان تفرج اسرائيل عن زعيم (حماس الشيخ احمد ياسين) وكان بإمكان الاردن ان يسترد جميع الأسرى الاردنيين من تلك اللحظة.
7- وهكذا فإن الحسين عمل أشياء مميزة جدا لحماس. فقد أنقذ حياة خالد مشعل ثم ساهم في الإفراج عن الشيخ ياسين. ولكن حصل ما هو غير متوقع بعد ذلك اذ ان الشيخ ياسين ذهب من الاردن الى سوريا وهناك عمل متابعة اعلامية لم ترض الأردن. وبالنسبة لخالد مشعل ابعد، ولم يعد للاردن علما ان الاردن ظل يجدد له جواز سفره الاردني حتى الان. وبالنسبة للشيخ احمد ياسين استشهد بصاروخ اسرائيلي
تردت العلاقات مابين الأردن و حماس أكثر بعد ترديها مابين السلطة وحماس وزاد الطين بله اتهام حماس من الأردن بتهريب السلاح .
8- وهكذا فإن ما حصل عام 1997 لم يحصد الاردن ثماره جيدا.
9- لا شك ان اغتيال اسرائيل للشيخ احمد ياسين مخالفة لاتفاقها مع الحسين للإفراج عنه.
10- فتح ملف اغتيالات اعضاء حماس وفتح بعد اوسلو ملفت للانتباه. فلقد قتل اسعد الصفطاوي احد مؤسسي حركة فتح في غزة يوم 21/10/1993 وقبله في يوم 21/9/1993 قتل محمد ابو شعبان في غزة علما ان الجهة المنفذة مجهولة. كذلك فإن الاشهر التي سبقت اوسلو شهدت أقسى عملية إجرامية وهي قتل مصلين في الحرم الابراهيمي على يد اسرائيلي. ويومها طالب نواب أردنيون بانسحاب الاردن من المفاوضات مع اسرائيل. بالنسبة لإسرائيل عرضت الإفراج عن أسرى فلسطينيين حتى تمتص الغضب على عملية الحرم الابراهيمي .
11- فتح ملفات الاغتيالات يمكن ان يعود لما قبل قيام اسرائيل عندما قامت منظمات صهيونية بقتل اللورد (موين) في القاهرة في مطلع الأربعينات بغرض تشويه العلاقات المصرية البريطانية. وبعدها قتلت المنظمات الصهيونية (برنادوت) مبعوث الأمم المتحدة لفلسطين 1948 واستمرت اسرائيل في الاغتيالات وكان اكثر ضحاياها من الفلسطينيين.ظلت عمليات الثأر الفلسطينية انتقائية أحيانا قوية وأحيانا معدومة لفت انتباهي إنه ليس هناك أي ردود فعل من المنظمات الفلسطينينه على صبرا وشاتيلا في وقت كانت لها ردودا قاسيه على الاردن واغتيالات ليست مبرره على ماجرى في الأردن في احداث عام 1970 واغتيل وصفي التل في حين لم المس ردودا عند هذه المنظمات على صبرا وشاتيلا ولا على عمليات قامت بها اسرائيل احيانا وكما ذكرت هناك انتقائيه في ردود الفعل