من مظاهر تطور الصراع في العالم بين القوى المتغطرسة التي لم تنفك في الرغبة في السيطرة على الشعوب والمقدرات واستعباد الناس أن المعارك بالذخيرة الحية ربما توقفت نوعا" ما، بعد الاكتواء بالحروب الطاحنة ، فكان لزاما" التحول إلى الحروب الباردة أو الناعمة باستخدام كل الأدوات التي تحقق الهدف دون إسالة الدماء ، فالذبح المباشر تسيل فيه الدماء ، لكن الخنق لا يكلف طلقة ولا غبار بارود ولا صراخا" ولا جراح ظاهرة.
انه الصراع على قمة الهرم الدولي ، ومعارك كسر الظهر والعظم ، والرغبة في فتح الأسواق وقتل الحريات ومنع النهوض . ولتحقيق هذا الغرض لا بد من أدوات من المرتزقة والعملاء والمأجورين والذين يتوفر منهم في كل شعوب الأرض ومن شتى الطبقات والفئات و الانتماءات والمهن والجنس!! فما دامت المادية والمصلحية الطامعة والأنا الجارفة هي التي يتربى عليها الناس ،فمن السهل اصطيادهم والاصطياد بهم .لم تعد المعركة محصورة في الخنادق بل صارت في الفنادق والبنوك والأرصدة والملايين، فمن يقبل أن يبيع أمته وشعبه وأهل بلده بل حتى دينه وأخلاقه فهو معول مهم للمستعمر الجديد الذي يحاربنا بمالنا للسيطرة على مالنا !!يقتل الحرية باسم الحرية !!
يبتذل المرأة باسم نصرتها وحريتها فهي السلاح الأمضى في معاركه حيث يركع عند قدميها من يسمون رجالا" والقصص في هذا معروفة ( وليفني ليست بعيدة ) .
لقد وصلت عقود الاستئجار للإعلام والتوجيه بل حتى لبعض ممثلي الدين الذين يفترض فيهم زرع الأخلاق والرغبة فيما عند الخلاق ، والمشهد أمامنا واضح حيث المعروض أكثر من المطلوب .
إن معركتنا مع عدونا صعبة جدا" ، ولكنها ليست مستحيلة فكما قيل " إن كلمة مستحيل لا توجد إلا في قاموس الأغبياء" . علينا أن نقاوم المستعمر وجنوده العملاء والمرتزقة وأهل الرخص بكل طاقتنا والمهم أن نعترف في البداية بأن المعركة مستمرة كما قال تعالى( ولايزالون يقاتلونكم) ومن يقاتله الناسُ ، عليه أن يدافع عن دينه وشرفه وعرضه وكرامته وأمته والعاقبة للمتقين والمستضعفين.