خلال الأيام التى فرض فيها "الجنرال كورونا" جلوسنا في البيت، استثمرتها بالقراءة وركزت بشكل خاص على الكتب التي تناولت تاريخ المملكة في عهد الحسين رحمه الله، وأعدت خلالها قراءة كتاب "مهنتي كملك"، كما أعدت قراءة كتاب "الحسين حياة على الحافة" للصحافي رولان دالاس، وكتاب "حربنا مع إسرائيل" لـ (فيك فانس وبيار لوير)، أما الكتاب الجديد والمثير الذي كنت أقوم بتأجيل قراءته ولسنوات فكان كتاب (في قلب العاصفة) لجورج تينت مدير المخابرات المركزية الأميركية الأسبق.
الكتاب له قيمة كبيرة وغزير بالمعلومات وتناول تجربة تينت كنائب للمخابرات المركزية ثم مدير لها منذ 1996 حتى 2004 واستطيع القول انه سبر غور قضايا مهمة في محطات مفصلية وهي مفاوضات كامب ديفيد "2"، وتفجيرات الحادي عشر من سبتمبر والحرب على ابن لادن بأفغانستان، والحرب على العراق وإسقاط نظام صدام حسين وما تلا ذلك من أحداث.
جورج تينت في كتابه هذا أشار إلى عدد كبير من الاسماء من ملوك ورؤساء وشخصيات سياسية عالمية ولكن ما لفت انتباهي هو ما كتبه عن الحسين رحمه الله وعن دوره الشجاع في صناعة السلام، أما الأهم ما كتبه عن انطباعه الشخصي عن "الحسين".
يقول "تينت" عن شعوره لدى لقائه بالحسين في واشنطن لاول مرة: (طالما شعرت عندما أكون مع الملك حسين أنني في حضرة حكمة التاريخ ومع ذلك عندما التقيت به للمرة الاولى في قصره، توجه نحو سيارتي التي أوصلتني وفتح الباب بنفسه وقال لي "صباح الخير يا سيدي، يسعدني أن التقي بك"، ترك في قول الملك لي ياسيدي أبلغ الأثر.
ويتساءل "تينت" الذي وصف الحسين "بالاسطورة" عن التأثير الذي كان يمكن ان تحدثه حكمته رحمه الله "في مساعدتنا جميعا على تجنب الفوضى التى نجد فيها انفسنا اليوم"، وهو تساؤل مهم للغاية يعكس قيمة الحسين والاردن لدى احد صناع القرار الاستراتيجي في اهم عاصمة في العالم في حقبة غيرت شكل هذا العالم.
اما ما قاله عن جلالة الملك عبد الله فهو لا يقل قيمة عما قاله عن الحسين، فقد تطرق الى موقف جلالته بعد احداث 11 سبتمبر حيث كشف عن مقترح لجلالته لارسال كتيبتين لتتبع القاعدة في افغانستان وقال (أن هذا الشبل من ذاك الاسد)، وفي وصف اخر قال "وان تلك التفاحة لم تسقط بعيدا عن الشجرة".
هكذا هم ملوكنا وهذا هو الاردن.
Rajatalab5@gmail.com
الرأي