بعيدا عن السياسة الخاوية و الاقتصاد الظالم، وكورونا اللعينة. ويبدو ان العجز يطاردنا اينما درنا وجوهنا، ولنقول لربما ان بواعث الفرصة والامل موجودة هناك، ولكن نحن متشائمون بعض الشيء او العكس.

فمن يحمي المرضى الاردنيين؟ كرورنا ليست هي المرض الوحيد في العالم. وليست هي المرض الوحيد الذي يهدد حياة الانسان، ويعرض صحته وسلامته الى المرض و الوباء و الموت ايضا.

امس اتصلت باربع عيادات اطباء جلدية لحجز موعد. الاطباء الطيبون اعطوني مواعيد مراجعة اقربها زمنيا بعد 20 حزيران، واحدهم موعد مراجعته في ايلول، اي بعد ثلاثة شهور.

قدمي اليمنى تؤلمني، وانتفاخان غريبان في بطن القدم و الكعب. حتى الان لم احصل على حجز موعد من طببيب جلدية. اتصلت باطباء خارج عمان، في محافظات قريبة و اعتذروا ايضا عن اعطائي موعد قريب بسقف يوم او يومين اثنين.

الالم يزداد. و حتى الصيدلاني لا يملك جوابا و رأيا طبيا ليقدمه لي. فراجعت اكثر من صيدلانية، وكان الجواب واحدا لابد من وصفة وتقرير من الطبيب ليجري على ضوئه صرف الدواء المناسب.

لا اخفي شكا أني محتار من الامر. اذهب الى طبيب تقليدي وشعبي ام اسلخ ابرة حادة، وافجر الورمين، واكون طبيب نفسي. الاخيرة تحمل مغامرة و لكنها قد تكون حلا اذا ما اشتد الالم اكثر و اكثر.

هذا ليس حالي وحيدا. الاف وعشرات الاف يشكون من ذات الشكوى المرة. من حصر التفكير في المرض بكورونا. فماذا يمكن ان يفعل المرضى الاخرون ؟ يموتون و يتضخم مرضهم، و يبقون يتألمون و يتحسرون، ويتوجعون في حضرة العجز و قلة الحيلة.

ما ذنبي كمواطن متلزم طوال فترة الحظر بأوامر الدفاع، والتعليمات والارشادات الصحية ان لا اجد طبيبا لعلاج قدمي العليلة. اشتريت ثلاث كمامات، و كلافز، و عشرة علب هايجين، و عشرين سطل كلور. مع التقدير والاحترام للقائمين على السياسات الصحية ونشاطهم و حيويتهم، فيبدو ان هذا الامر قد فاتهم، فماذا يملكون لو انهم استدركوه أو فكروا به مثلا؟

ومع التنبه الى ان اعداد معدومي وفاقدي الرعاية والخدمة الصحية يزداد يوما بعد يوم. ولو اصبت بكورونا لكان ارحم، على الاقل ممكن تلاقي سرير في مستشفى تنام عليه.

اعذروني عن اقحام هذا الموضوع في يومياتكم، ولكن من كان يواجه ذات المعاناة فلا يتردد بالاتصال او ارسال رسالة لتوثيق الحالة صحفيا. و اعود و اقول : لكورونا في الاردن يكفي وحلي عنا. ما عاد الناس قادرون على تحمل المزيد.

الدستور