facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




اسكتشات ابيض واسود خلال الحجر المنزلي


أسيل عزيزية
30-05-2020 06:43 PM

اوراق وخطوط وكتل داكنة العتمة، وأخرى تشع نورا، خطوط باللون الابيض والاسود، وشخصيات انفرادية ومشاهد تعبيرية، يخطها فنانون تشكيليون في اسكتشات متفردة من نوعها توصِف حالات عديدة كالفرح او الحزن او اوقات فراغ او أوهام مرعبة او امال مفرطة وتصوير للعزلة، يشاركونها بمنصات التواصل الاجتماعي وعلى مجموعة الفيسبوك (اسكتشات ابيض واسود خلال الحجر المنزلي ).

شهد اندلاع Covid-19 تغيرات شاملة في جميع أنحاء العالم ، وكان اثر فرض إجراءات تقييد حركة المواطنين وإلزامهم بالبقاء في منازلهم للحد من انتشار الفيروس، مؤثر هام على الجميع، ورغم غرابة هذه الأوقات، لا يتوقع أن تتوقف الحياة أو تنطفئ أنوار الشوارع، فكان الفنانين سريعين التكيف مع هذا الوضع، في محاولات لإيجاد طرق مختلفة للتعبير عن الفترة الحالية، ونشر التوعية بين الناس لاشغال الوقت بما هو مهم، وبعد شهر تقريبا من الحجر المنزلي في الاردن ثارت تلك الفكرة لدى الفنانة هيلدا الحياري بعد إنجازها للعديد من سكتشات الأبيض والأسود، في كيفية توثيق هذه المرحلة الصعبة بخطوط بسيطة، وكانت مُبادِرة في إنشاء مجموعة خاصة على الفيسبوك للسكتشات التي توثق مرحلة الكورونا، وتصف حال الفنانين والعالم في هذه المرحلة.

أسست هيلدا مجموعة اسكتشات اسود وابيض في فترة الحجر المنزلي، وطرحت عن طريقها ثقافة جديدة باتت تُعرف بإسم ثقافة الحجر الصحي. وكان من دواعي سروري انها طلبت مني ومن الفنان العراقي ستار نعمة مساعدتها في إدارة هذه المجموعة.

انضم للمجموعة فنانين من جميع أنحاء العالم لهم عادات وثقافات مختلفة، لكن الكورونا وحدّتنا وأصبحت عاداتنا واحدة، وشارك الفنانون بسكتشات عبروا فيها عن الوضع الراهن للعالم وتركوا وراءهم تعليقات نابضة بالحياة ومثيرة للتفكير وطرح بعض التساؤلات، وكان بعضها سكتشات مليئة بالأمل والفرح، وبعضها عن المأساة التي حلت بالعالم وأخرى كانت مسلية وفيها انتقادات لبعض الأحداث التي حدثت بالأزمة، إن هؤلاء الفنانين هم مجموعة تأملية مع آراء مستنيرة حول القضايا الاجتماعية لمن حولهم، فكانت فكرة المجموعة ذكية جدا من هيلدا لتوحيد جهود الفنانين لتوثيق هذه المرحلة المهمة والتي ستترك اثر باقي للاجيال القادمة.

وكان لهذه المبادرة أثر كبير في مساعدتنا بالتعبير عن غضبنا الجماعي وخوفنا وإحباطاتنا، وتشتيت الانتباه عن الظروف العصيبة التي نمر بها، وبالتالي تقليل تلك المشاعر قليلاً، كما استطعنا ان نعبر عن أملنا بتغير الحال للافضل، وقد ساهمت في زيادة الوحدة بيننا كفنانين من بلدان مختلفة.

هيلدا الحياري تؤمن ان السكتش الذي يخرج بحالة من اللا وعي لدى الفنان، هو شيئا مثيرا للجدل بطريقة إبداعية ، فيتم مناقشته ومشاركته من خلال الصور على صفحات مجموعة الفيسبوك، وهذا يساعد على قبول الفن والآراء على نطاق أوسع، حيث يجد الفنان ان هذه المجموعة على الإنترنت يمكن استخدامها كمساحات للتعبير والتعليق على الوضع الراهن لكن بأسلوب فني.

ولم يقتصر العمل على النشر عبر مجموعة الفيسبوك فقط لأن فكرة لقاء فنانيين مع محبي الفن وطالبي الفنون بهدف لقاء توعوي وانساني وتوثيق هذه الأوضاع الصعبة، عمل مناسب للتأسيس لخطوة قادمة تبعاً لحجم المشاركات والتفاعل الكبير، حيث تم تأسيس صفحة انستغرام خاصة بالمجموعة، وسيتم جمع هذه السكتشات في كتاب خاص وقد يكون هناك معرض لهذه الإنجازات، وحينما نعود للحياة الطبيعية سنقدم ما تشاركنا على إنجازه في معرض مشترك يوثق الحالة التي كنا بها علّنا نوثق سكتشات شاهدة على حالة النجاة التي ستتحقق بعد هذا الوباء، وكيف سنتغلب عليه بإذن الله.

وبرأيي الشخصي هذه المجموعة مهمة جدا كون السكتش لا يقل اهمية عن اللوحات، باعتباره المحك الحقيقي للكشف عن قدرة الفنان في تمكنه من التحكم بأدواته، بالاضافة الى ذلك الاحساس الحقيقي الذي يتحقق ضمن تلك الانفعالات التي تظهر بين الخطوط عند لحظة تحريك القلم باحساس صادق وانفعال محكوم بموهبة حقيقية تسندها الخبرات والدراسات للفنان طوال سنوات عمله.

وستكون هذه المجموعة مرجع هام في المستقبل لما وثقت مشاهد حقيقية عن هذه المرحلة حول العالم ، والأهم ما وثقته من داخل المنازل وبإحساس عال، وأعطت صورة واضحة عن الحجر المنزلي في جميع حالاته.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :