نتنياهو العقلية الانغلاقية والأمن المفقود
المخرج فضل يانس
30-05-2020 01:46 PM
(إن أخطر ما سيواجه إسرائيل هو نفسها ) و ذلك من حكم الأقدار و سيكون لها أثارها السلبية على إسرائيل قبل غيرها من دول المنطقة و هو تدهور الوضع الأمني في إسرائيل نتيجة عقلية انغلاقية و يصبح نتنياهو هو رمز الأمة الإسرائيلية التعسة التي تبحث عن النور في ظلمات الضفة الغربية و غور الأردن و سيصبح أيضا رمز البلاد المستسلمة لغباوتها ( استسلام الأعمى لقائده الأعمى ) و ما هو إلا قرار عقيم جبلته الخطيئة و سحقته الرذيلة و هو قرار من طامع محتل يتبع الدولار إلى مغاور الجن .
هناك قدرات و معايير عميقة في بناء و تكوين الشخصية السياسية حتى تصبح على سلم شخصيات العالم المؤهلة و قدرتها الحقيقة على توظيف فكرها و إمكانياتها في إطار احتياجات ( الإنسانية ) فهناك شخصيات تتميز و تدعي القوة لكنها ( قوة عقيمة ) و نتنياهو يعيش في عقلية انغلاقية لأنه لم يستطع تقديم نفسه في حلبة السياسة الدولية بصورة واضحة و الهدف من قراره العقيم إعادة احتلال الضفة الغربية و السيطرة على غور الأردن و رفض فكرة الاستقلالية للدولة الفلسطينية و العمل على تغيير الواقع في المنطقة و في الدولة الفلسطينية خصوصا ( القدس ) .
ولا شك في أن أفكاره السوداء لن تكون عاملا للحفاظ على الاستقرار و الأمن و إنما لزعزعته و هي سياسة لعقلية انغلاقية سيكون لها آثارها التدميرية في المنطقة التي تمتلئ بالقوى التي تتنوع رؤاها السياسية لأن نتنياهو يرى الأشياء من زوايا حادة و متعرجة يهدف إلى ضمان ما اغتصبته إسرائيل من الفلسطينيين بقوة السلاح و إعطاء شرعية الاغتصاب و لكن قمة الغفلة أن يعطي صاحب الحق المغتصب شرعية قانونية لما أغتصبه منه و بذلك يتحول الاغتصاب إلى اتفاق له حصانة القانون و شهادة الشهود .
ونتنياهو يكشف عن نفسه بقراره العقيم أمام العالم بأنه جاهل و و مختال بنفسه و معتل المزاج فإن قدرا كبيرا من سوء الفهم سوف ينشأ و ترتكب تصرفات طائشة و ضارة من خلال عقم الحوار و عقم القرار الذي تفوح رائحته من تحت عباءته الكريهة التي تزكم الأنوف و في ظل سياسة كهذه يكون من الصعب عليها أن تسهم في تجنب تدهور الوضع الأمني الداخلي و الإقليمي , تلك هي سمات قرار نتنياهو حيث لن يجدي عند وقوع الكارثة أو الزلزال الاختيار بين بدائل و لن يكون إلا حتمية الانهيار بعد فوات الأوان .
إنها الحرب التي ستجعل الأرض كقطعة سوداء من النار و تتحول الأمة الإسرائيلية و أحلامها إلى أضغاث أحلام لأن نار الحرب ستأكل الأرض و تلحس التراب و تحرق المدن و أصبح القانون في زاوية النسيان و سقط عليه جدار الظلام فحطمه و اليوم قرار نتنياهو الذي يجعل المدفع أقوى من الفكر و الحيلة السياسية أفعل من الحقيقة , فهل ستبقى الشريعة مكتوبة على السيف ؟ إن القرار العقيم سيظهر للأمة الإسرائيلية ظهور أسياف البرق في ظلمة الليل .