تحية واحترام لك وإن كنت لا أعرفك شخصياً، لكنك اكتسبت إحترام كثير من الأردنيين بشخصيتك وأسلوبك وطريقة عملك وخاصة في هذه الجائحة التي كان لنا في الأردن نصيب منها.
لم يكن من عادتي أن أكتب رسائل لشخصيات عامة وبمناصب عليا كمنصب دولتك، أنا الذي تربيت في قواتنا المسلحة الباسلة على الضبط والربط العسكري واحترام أولى الأمر، كما كان لي شرف العمل مع النخب السياسية في الأردن فترة طويلة من الزمن ولكن دون تقلد منصب سياسي ولكن من خلال عملي مديرا لجمعية الشؤون الدولية أكثر من عشر سنوات منذ تسعينيات القرن الماضي، إضافة إلى عملي كأستاذ للعلوم السياسية والاستراتيجية في الأردن وفي المملكة العربية السعودية في جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية لمدة ١٠ سنوات،
تخصصي هذا أحببته وعشقت دراسته يا دولة الرئيس منذ نعومة أظفاري، وأول محاضرة أخذتها كانت وأنا بالصفوف الابتدائية الأولى، هل تعلم دولتك أين كانت هذه المحاضرة الأولى والتي تبعتها محاضرات عديدة، كانت في عيادة والدك رحمه الله الدكتور منيف الرزاز والتي كانت في شارع بسمان، وكان والدك رحمه الله طبيب العائلة وكان والدي صديقا له وكانا شغوفين بالسياسة وكنت استمع اليهما، وكان والدك رحمه الله الرجل القومي صاحب الرأي الذي لا تلين له قناة.... ومنذ ذلك اليوم أحببت علم السياسة وتعلمت مواقف الرجولة وكيف يكون صاحب الرأي مدافعا عن رأيه،
دولة الرئيس
لم اسمع أن جلالة المغفور له الملك الحسين رحمه الله قد أغلق عيادة والدك أو منعه من قول رأيه علما بأنه كان بعثيا وقومبا عربيا، وتعلم ان أحزاب البعث كم كانت تحيك ضد الأردن وقيادته الهاشمية سواء في سوريا أو العراق من مؤامرات، لكن والدك رحمه الله كان يعيش في أمن وأمان في ربوع الأردن ملاذ أحرار العرب،
وكما أسند اليك جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين مناصب عليا كانت آخرها منصبك الذي أنت فيه، وأنت ابن دكتور منيف الزاز الذي احتمى في الأردن وحماه الأردن ولم يمنعه من التعبير عن رأيه.
لذلك اسمح لي يادولة الرئيس وانا من محبينك عن بعد ودون معرفة شخصية ولكنه حب ممتد من لدن والدك، أن انقل لك رجاء مني ومن كثيرين ممن يحبون الأردن ويعشقون ترابة وانتمائهم وولائهم لقيادته الهاشمية التي نفتخر ونعتز بها، أن لا يقال ان في الأردن اعتقالات لذوي الرأي وأن يأخذ القانون مجراة إذا كانت هناك إساءة من أي شخص كان.
ليس دفاعا عن دكتور محمد بني سلامة فالرجل تجمعني به زمالة المهنة ولم يكن الا مدافعا ومنافحا عن الأردن وقيادته وقد تخرّج على يديه طلبة بأعداد كبيرة تحمل فكره وآرائه ولم يكن يوما داعيا لفتنة او تحريض
بالختام لك خالص المحبة والتقدير من شخص تعلم السياسة في عيادة والدك رحمه الله
وفقك الله وحمى الله الأردن وقيادته ورفع الله عنا البلاء والوباء