اليوم العالمي لقوات حفظ السلام: جيشنا العربي وتاريخه المشرف
د.بكر خازر المجالي
30-05-2020 12:23 PM
تعود المشاركة الاردنية في قوات حفظ السلام الى عام 1988 ،حين كانت اول بعثة اردنية الى انغولا وكانت بقيادة العقيد الركن محمد العلاف ، وكان لدور المجموعة الاردنية هذه بالبدء باعداد الخطط وتصميم الواجبات بدقة الدور الاساسي في توجيه الانظار الى كفاءة القوات الاردنية الذي تفوق على غيرها، فكانت التوصية من حينها لامين عام هيئة الامم المتحدة لاعتماد القوات الاردنية كقوات رئيسية ضمن مهام حفظ السلام في العالم
وتوالت بعدها ارسال قوات اردنية الى مناطق النزاع في العالم وابرزها في ذلك الوقت كانت كرواتيا والتي وصل عدد قواتنا فيها لتحتل المرتبة الثانية بعد القوات الفرنسية ، ومن ثم لتصل قواتنا الى 38 بلدا في العالم من هاييتي الى ساحل العاج الى ليبريا وحتى نيبال وروسيا البيضاء وجورجيا وغيرها ، يؤدون واجبات عسكرية وشرطية كقوات مسلحة او مراقبين دوليين .
وتميز دور قواتنا في كل المناطق بانها تستمد مفهوم عملها من القيم الاردنية والتفاليد الاصيلة، وكانت تلقى قبولا من السكان المحليين اينما حلت ، بل كان يطلب من قواتنا في بعض مراكز الصراع ان تتولى مهمات في مناطق خطيرة ،وتنفذ القوات الاردنية الواجبات لانها كانت تقابل دائما بالترحاب ، وخلال عملياتها في حفظ السلام كان جيشنا يقيم علاقات مع السكان المحليين على اساس دوره الانساني بمثل الدور العسكري ، فكانت عمليات توزيع المساعدات والاهتمام بالطلبة في مدارسهم ، وفتح العيادات كلها تعزز الدور الريادي الاردني الذي يسهم في تخفبف المعاناة عن السكان دون تمييز. .
وكنموذج من مستشفيات جيشنا في مناطق مختلفة من العالم ، كان المستشفى الاردني ليبريا ، ومن سجلات المستشفى واحاديث الاطباء والمرتب فقد تبين ان المسؤولين في ليبريا يُقبلون على المعالجة في المستشفى الاردني حتى ان رئيسة الجمهورية حينها عام 2012 كانت تراجع المستشفى الاردني ، ويذكرنا هذا في المستشفى الاردني في غزة والمستمر حتى الان الذي نعتبره سفارة اردنية يحظى باحترام اهل غزة للاردنيين ومحبتهم من خلال هذا المستشفى المتكامل، وكذلك مستشفيات عديدة في افغانستان ولبنان والعراق وفي مصر وغيرها من المناطق .
تخطى عدد من شارك من الجيش العربي الاردني والامن العام والدرك ستين الف جندي على مراحل وفترات مختلفة ، واصبح الاردن دولة لها خبرة في هذا المجال، وحتى ان الجيش العربي الاردني لديه مدرسة خاصة لتدريب قوات حفظ السلام ،ووصل عدد من الضباط الاردنيين الى مناصب متقدمة في ادارة قوات حفظ السلام العالمية .
واصبح الاردن عالميا صاحب خبرة مميزة في مجال عمليات السلام العالمية ، خاصة ان اختيار الاردن كان لان جيشه صاحب تقاليد راسخة وبعيدا عن اية عقائدية ، وان الدولة الاردنية هي دولة اعتدال ووسطية ، وان سمعة الجيش الاردني هي طيبة ويتميز بالانضباط ولديه خبرات احترافية في العمليات القتالية. .
وفي هذا اليوم العالمي لقوات حفظ السلام نتوجه لجيشنا العربي الاردني بالتحية والاعتزاز لدوره العالمي المميز على مدى ثلاثة عقود او اكثر ، وقد رفع الراية الاردنية في بلدان عديدة ، واوصلوا صورة الاردني بل والعربي بطريق معبرة اكتسبت تقدير الجميع واحترامهم ،واحسنت قيادة قواتنا المسلحة عام 2012 بتوثيق دور جيشنا العربي الاردني في عمليات حفظ السلام في العالم في موسوعة خاصة ، وتشرفت بانجاز هذه الموسوعة التي حملت اسم " الجيش الانسان " لتتحدث عن تاريخ الدور الاردني معززا بزيارات ميدانية وشهادات الرجال الذين شاركوا في العمليات اضافة ان المرأة الاردنية في القوات المسلحة كان لها دور مميز في عمليات حفظ السلام،ونستذكر اكثر من اربعين شهيدا في عمليات حفظ السلام في مناطق مختلفة قدمها الاردنيون في سبيل الانسانية . .
نكرر التحية لجيشنا العربي الاردني الذي نراه اليوم يؤدي واجبا انسانيا عظيما في خدمة الاردنيين جميعا في جائحة كورونا ، ونستمع للعديد من مواقفه الانسانية ، ونحيي قائد جيشنا الاعلى جلالة الملك عبدالله الثاني الذي يرعى جيشنا واجهزتنا الامنية لتكون في قمة التميز والعطاء.