لا تتطاولوا في المآذن والفقير يئن
عمر الشوشان
30-05-2020 11:15 AM
اعتقد ان الحاجة للمساجد إجتماعية في بعض الأحيان؛ كثير من العلاقات الإجتماعية تنشأ و تمتد من المساجد، ولكل مسجد مجتمع خاص به، تجد أشكال التكافل الكبير و التنافر احيانا قليلة، وهذا لا يقال علنا، لإننا نفترض انها دور عبادة فقط.
التوسع في بنائها كان مبالغ به السنوات الأخيرة، حيث أسكن في حي لا يبعد مسجد عن مسجد آخر سوى خطوات معدودة، و في ظل هذه الجائحة يجب إعادة النظر في ترتيب أولويات العمل الخيري، وهنا لا بد من جهد فقهي يؤشر على مواضع النقص والحاجة الملحة، حتى يثاب المنفق من نفقته و يأخذ الأجر المضاعف، و يحقق مصلحة او يدفع بها ضرر، ويجذر مفهوم الجسد الواحد للأمة.
ما زلت أذكر زيارتي لإحدى الجزر اسمها "سانتا كاتلاينا" بإعتبارها هبة من إحدى العائلات الثرية خدمة للطبيعة والأحياء البرية، وهذا فيه إحسان لخلق الله و شعور في مسؤولية تجاه المجتمع والأرض بشكل عام.
البعض من مراكزنا الصحية والمستشفيات العامة والمدارس الحكومية جاءت من تبرعات مؤسسات دولية تنموية، و قل ما نجد تبرعات الموسرين من ابناء جلدتنا في حجم الخدمة العامة، بل البعض يتوارى و يتاذكى في عدم دفع حق العامة في ماله، وهناك مجاهرة في دفع القليل، الذي لا يسمن ولا يغني من جوع.
الصحة والبيئة تبرز كأولوية قصوى هذه الأيام، لأهميتها في إستمرار الحياة الطبيعية، ونأمل ان نرى في بلدنا الحبيب نماذج وقفية نوعية، تؤسس للتماسك الإجتماعي و تحسين جودة الحياة بكل جوانبها، ولا نقتصر فقط على إطالة المآذن، و ننسى الفقير والجائع والمعتر و الغارمين و عابري السبيل، اوجه الخير كثيرة و اتمنى ان نضعها في خدمة الإنسان أولا، لإنها الأقرب لكسب رضى الله.