الحياة بسيطة ... أبسط مما تتخيّل أخي القارئ، نحن من نُعقّد الأمور ونهوّل المواقف لتأخذ أكبر من حجمها.
نحن من نحوّل الفقاعات إلى بالونات، لنعيش على وهم حجم مصطنع ونكرّس وقتنا لها لنفاجأ بعد فوات الأوان أنها لا شيء !!
نحن من نضخّم التلالّ لتصبح في جبالاً فنصعد بجهد جهيد ونضيع وقتاً ثميناً لندرك حين نصل الذروة أننا مخطئون لنردد شطر البيت وتكبر في عين الصغير صغارها بعد فوات الأوان !
تلقّى الأمور ببساطة، وخلّ صدرك رحب يتّسع للمواقف والنوازل، فالدنيا بما فيها لم تصل قيمتها إلى قدر جناح بعوضة!
في معترك الحياة، نصيّر معارك وعدوات يوميّاً لأتفه الأسباب !
منّا من يغضب إذا تأخّر الطعام، ومنا من يخرج عن طوره ويثور لأتفه الأسباب، ومنّا من يتسرع بردود الأفعال ثم يندم، ومنّا من يُعادي الآخرين لسبب لا يُذكر، ومنّا من يغلب عليه الحقد فلا يردّ تحية الإسلام، ومنّا من يتكبّر عن إلقاء السلام، ومنّا من يتعدى على حقوق الغير ليصل إلى مصلحته، ومنّا من أعماه المال فظلم أقرب الناس إليه، ومنّا من بنى جبلاً من القطيعة على ظنّ خاطئ، ومنّا ومنّا نماذج كثيرة سلبية !!
فلماذا تضطرب سلوكياتنا مع الآخرين ونحن سنفارق الدنيا بما عليها ولن نأخذ منها شيئا ؟؟