في الأخبار الجانبية أن سيدة اعترضت موكب رئيس الوزراء أمام وزارة الداخلية قبل أيام وعرضت مظلمتها أمامه مباشرة, وأن استجابة حكومية فورية حصلت وأجرى الوزير المعني اتصالاته الضرورية.
الهجوم نحو المسؤول الأول وطرح المطلب أمامه مباشرة أو المناداة به بصوت عال إذا تعذر الوصول الجسدي اليه, أو كتابة المطلب على ورقه وتسليمها له باليد أو دسها في جيبه... وغير ذلك, تعتبر من الأساليب الأردنية الابداعية في مكافحة الترهل والبيروقراطية, ويتبادل الناس قصصاً كثيرة عن قضايا معقدة تم حلها بهذا الاسلوب.
هناك دوماً تفاهم ضمني على أهمية هذه الأساليب عند الطرفين, أي عند المسؤول والمواطن, وتؤدى الحركة بإتقان من قبلهما معاً. ورغم أن الأمر لا يكون مرتباً مسبقاً ويقوم به المواطن بتكتم شديد ويحرص على عنصر المفاجأة, إلا أن المسؤول من جهته ما أن يقع في الفخ حتى يبادر الى سلوك نموذجي معروف يحظى باستحسان الجميع. ولكن ذلك كله مشروط بأن تبقى الحالات محدودة, فعنصر الندرة مهم هنا.
كان (كلوب باشا) قد بادر الى مأسسة هذه العملية منذ قدومه الى البلد, وكتب في مذكراته أنه ادرك ما تحظى به مقابلة المسؤول من اهمية لدى المواطن العادي, وذكر ان أصحاب الطلبات كانوا يتبعونه بعد انتهاء دوامه الى بيته ويفترشون ساحة خالية قريبة, وبعد أن يتناول غداءه يخرج اليهم ويتجول بينهم لمعالجة قضاياهم من دون ان يسمح لهم بدخول البيت, ويستمر ذلك الى الثامنة مساء عندما تناديه زوجته للعشاء.0
ahmad.abukhalil@alarabalyawm.net
العرب اليوم