هم قلة؛ من يستكثرون على الوطن أن يدير شأنه في الظروف الصعبة بكفاءة واقتدار، ومنزعجون جدا وبدون أسباب موضوعية؛ من حكمة إدارة الدولة الأردنية وقدرتها في التعامل مع الأزمات الممتدة وآخرها #جائحة_كورونا، فلا يعجبهم العجب كما يقولون،فتجدهم يخامشون كل شيء وبلا حدود.

فالمشهد العام أينما ذهبت في العالم في ظل الجائحة لا يخلوا من أخطاء أو هفوات هنا وهناك؛ ومنها ما هو جسيم أحيانا، فالأمر طبيعي وعادي ومقبول بوجود أخطاء في هذه المحنة النوعية وغير اامتكررة. فالسؤال والاستنكار إن وجد يجب أن يتعلق بمستوى اليقظة والاستجابة للأخطاء وهل هو كافٍ ومناسب.

كما يعلم الجميع ؛#جائحة_كورونا تعد فريدة من حيث نوعها وشكلها وتداعياتها المستقبلية ، فعدم وجود نماذج عالمية تمكن من عقد المقارنة معها والقياس عليها في إدارة أو اتخاذ قرار، ما يجعلها أكثر صعوبة، الأمر الذي أدى بالجميع حول العالم بالعمل ذاتيا لاشتقاق معالجات غير مؤكدة في التغلب والاحتواء وحتى التعافي منها. فالمجتمعات الأخرى التي عانت من الوباء لها خصوصيتها في جوانب عديدة، كالبنى التحتية والفوقية والاقتصادية والمالية ؛كالصين مثلا،فالمجتمع الصيني تجاوز مشكلة التطبيقات الإلكترونية منذ زمن، ولديه سلوك معيشي مختلف عن باقي المجتمعات،إذ لا يعاني مثلا من مشكلة الخبز وكيفية الحصول عليه، أو مشكلة اسطوانة الغاز المحمولة على الاكتاف، وغيرها من الحاجات التي تعتبر في مجتمعاتنا أساسية؛وسلوكيات اجتماعية قد تحتاج منا اشتقاق أساليب وآليات جديدة تنسجم مع واقعنا الشرقي، وتعلمون ما هو الشرقي .

ومع كل ذلك، استطاع #الأردن أن يبني نموذجا خاصا به للتكيف واستيعاب الجائحة، والحد من تداعياتها وآثارها، ففي جميع القطاعات وعلى كافة المستويات قاوم و لم ولن ينهزم فكانت الثقة تتجدد يوميا وتخطو خطوة الى الأمام ، وترى في الأمل أمل.
قبل الوطن التحدي في جميع محطات الأزمة، فاكتمل الوطن في محطة الصحة، وتوفر في محطة #الزراعة والغذاء، وحضرت ولم تتاخر محطة التكنولوجيا التي كانت في الرخاء متأخرة، وتكافل اجتماعي أصيل انتفض في الروح الأردنية ولم يبخل في العون، فكان الجميع مدعون دون استثناء، فتزين المشهد الوطني بصور جميلة في الذاكرة ركائزها قائد هاشمي يرفض الانحناء ليس في زمن الكورونا فقط، لا بل في زمن الاستقواء من فيروس آخر مركب من الأشقياء والاشقاء، فعين على الوباء وأخرى على الأعداء.

حق لنا أن نفخر بهذا الإنجاز العظيم ونقبل بالإخفاقات في بعض المحطات ،فنحن نعي ونعلم وندرك قدراتنا وإمكانياتنا ، فلا نحمل أنفسنا أكثر من طاقتنا،ونقول قولا واحدا الساقية لا تعكر البحر ، وأن نضع بين أعيننا أن الأخطاء تكون طريقا للصواب لا أن تكون آخر المطاف.
فتلك أمانيهم المفضحوة التي تريد بنا السوء فلن تفلح إن شاء الله.