عقدة التفوق على الطرف الآخر تقود الى حروب لا تنتهي التي تساهم بانحراف جهود البناء والاستثمار في الإنسان والموارد الطبيعية، لذلك ليس من باب الصدفة ان يصبح الاستثمار في وسائل الاعلام بمكوناتها ثاني اكبر استثمار بعد انتاج وتطوير وتسويق السلاح في العالم الغربي.
كل ما تقدم يهدف الى إخضاع الاخر دولا وشعوبا، وبعد ان ذهبت قوى الشر العالمي الى ابعد مما يتوقعه الإنسان يبدو انها اجرت تعديلا جوهريا في آليات عملها فالمرة استهداف الإنسان معتمدة آليات صناعة الرعب بشن حرب وهمية والنفخ في نارها حتى تتسمر الناس في البيوت يهجرون المصانع والمزارع وبيوت العبادة بدون ان تطلق رصاصة واحدة فالرعب قد تسلل تدريجيا الى البيوت والنفوس والمؤسسات ووصل حد ركبهم التي لا تقوى على الحركة، وهذا يعني ان الخطة نجحت لتأتي المرحلة الثانية لإطلاق مرحلة الاستثمار في ما جرى ولا زال.
خبراء الدراسات المستقبلية توصلوا الى قناعة مدعومة بالارقام بأن المستقبل يشير الى افول امبراطوريات عملاقة وبدء تشكيل امبراطوريات جديدة، فقد استطاعت رسم منحنى واضح ومتين في التكنولوجيا والصناعة والزراعة والاهم من ذلك انها لم تطلق طلقة على اي من المنافسين لكنها في نفس الوقت بنت قدرة عسكرية لحماية منتجاتها، وهذه الامبراطويات في مقدمتها الصين، الهند، وروسيا وحسب الدراسات المستقبلية ستتجاوز كل من الصين والهند من حيث الناتج الإجمالي الولايات المتحدة الامريكية خلال 15 عاما قادمة، علما بان واشنطن كان يشار اليها بالبنان من حيث الحرية والديمقراطية اصبحت مؤخرا محل كره وعدوان ومحاولة بث الرعب في قلب من يقول لها ولمن يغرد في سربها.. لا.
الشهور القليلة الماضية كانت صعبة على الشعوب كأنها دهر نظرا لعدم حالية اليقين الممزوجة بالرعب والخوف الناجم عن مخاوف قاتل لا تراه ولا تعرف مصدره وما هي سبيل التعامل معه وقائيا ودوائيا فالصور التي بثها العالم صدمت الجميع وبرغم ذلك ارتفعت حالات الوفيات.
الثابت ان فيروس كورونا المستجد حقيقي لكن لابد من التعامل معه بحذر بدون ان تتوقف اعمالنا وحياتنا، فالرد على صناعة الرعب يتم بمزيد من تجويد العمل والانتاجية لمواصلة الحياة .
الدستور