الكركي فارس السياسة و أيقونة الحكمة و الجمال
د. عبدالله فلاح الهزاع الدعجة
27-05-2020 02:06 PM
سأبوح بنزر يسير من فيض عرم لشخصية رفيعة المستوى تميزت عن سائر النخب الثقافية و الفكرية و السياسية و الأدبية بدقة بوصلتها الوطنية و القومية و عظمة رؤيتها و فرادة آدائها بكافة المواقع التي شغلتها ، لا سيما في مجال عشقه الأبدي اللغة العربية ، فتألق في سماء الإبداع شاعراً بليغاً و كاتباً فصيحاً و فارساً لا يشق له غبار .
يعد معالي الأستاذ الدكتور خالد الكركي من الرعيل الأول الذي ساهم في بناء الدول الأردنية في عهد جلالة الملك الحسين الباني رحمه الله ، فقد شغل وزارات الثقافة و الشباب و الإعلام و التربية و التعليم و التعليم العالي و نائب لرئيس الوزراء و مستشاراً سياسياً لجلالة الملك الحسين الباني رحمه الله ، و رئيساً للديوان الملكي العامر ، و نائباً لرئيس مجلس أمناء مؤسسة آل البيت للفكر الإسلامي و رئيس مجمع اللغة العربية و رئيس مجلس إدارة المؤسسة الصحفية الأردنية _ جريدة الرأي _ و رئيس جامعة جرش الأهلية و رئيس الجامعة الأردنية و عضوية مجلس الأعيان و الكثير من المواقع الأكاديمية و الإدارية و النقابية ، وقد تقلد معالي الاستاذ الدكتور خالد الكركي وسام الحسين للعطاء المتميز من الدرجة الأولى .
و قد أصدر العديد من المؤلفات الأدبية التي رفدت المكتبة العربية بدراسات نقدية و علمية ذات قيمة نوعية مضافة تعد بمثابة وثائق مرجعية ذات حجة برهانية الزامية قاطعة الدلالة في دراسات الأدب المقارن و التحليل و التذوق الادبي ، و منها على سبيل المثال : الرموز التراثية العربية في الشعر العربي الحديث و حماسة الشهداء و الرونق العجيب و من دفاتر الوطن و رجع الصهيل و غيرها الكثير .
إن كل متتبع لتاريخ هذه القامة السامقة من قامات الأدب و السياسة و الفكر ، يجد نفسه لزاماً أمام نموذجٍ إنسانيٍ فريدٍ من نوعه ، أضاف نبلاً و سؤدداً و عزاً الى بيئته و بلاده التي أنجبته ليؤكد مراراً و تكراراً على أن الكرك الأبية و الأردن الغناء أرضاً خصبةً تنجب رجالاً يعبرون الآفاق و يملؤون الآماد بإنتاجاتٍ أدبية و صورٍ فنية و دررٍ منثورة في فضاءات عالم الجمال تفوق كل تصور و خيال .
و عند استحضار الاستقلال و الأعياد الوطنية , يجدر بنا جميعاً أن نستذكر رجالات الاستقلال و صُناعه و حُماته ، ونستذكر من يجسد لنا الإسقلال سيرة و عطاء فهم أعيادنا و هم راياتنا الخفاقة بمعاني الفخر و الإعتزاز ، فكل عام و أنت للأردن و الأردنية ملحها و حنطتها و بارودها و ترسها المتين و كل عام و أنت أيقونة الحكمة الشعرية الخالدة ، و كل عام و أنت راية القوم التي لم تنكس أعلامهم و كل عام و أنت رائداً لغتهم الجميلة فصاحةً و بلاغةً و كل عام و أنت مجدداً لذاكرتهم الجمعية ، و كل عام و أنت سيد قومٍ كرام بلغوا من العلياء كل مكان .