في ذكرى استقلالك لله ما أبهاك أيها الوطن الشامخ و ما أجمل خطواتك أيها القائد نحو العالم التي ألقت عليك حلة بيضاء على غاية من الطمأنينة و الأمان و العدل يرفع رايته و الشريعة تجلس على عرشها الملوكي مكللة بتيجان الراحة و السيف داخل غمده هذا هو الاستقلال المقدس .

في يوم استقلالك هبت الجند هبوب العاصف و ماجت كجيش الجراد و سكبت ماء الحياة في بناء الوطن و جلالتك أيها القائد تبني اسما محفورا بالصخر للوطن الأردن يخلده أبناء الأمة إلى ابد الدهور, فالاستقلال ظهر مصبوغا بدم الأحرار و المصلحين قد ظهر مشعشعا كالشمس في وجود أولئك الشهداء الذين ماتوا من أجل الحق و الحرية هذه بعض مظاهر الاستقلال في الحياة الأردنية التي عاشت سياسيا و إداريا في حرية لا سقف لها و لا أعمدة و نحن في زمن يتصارع فيه الحق و الباطل و الحق لن يصرع , نحن في زمن يغالب فيه العدل و الظلم و العدل لن يغلب , نحن في زمن عظيم علوي هائل مضرج بالدماء و البلاء و لكنه مغمور بنور الله , ففي هذا الزمن الجليل في يوم الاستقلال سنعطي لأول مرة في تاريخنا حق الخروج من تلك الحرية المتداعية لكي نبدع ببناء الوطن المؤسس على الصخر سوف
نعطي على رؤوس السيوف المقدسة رسم البناء الذي يجب علينا أن نرفعه فوق دعائم الحقوق و الواجبات و الأماني البشرية .

ومواصفات الأمة الأردنية السواعد القوية و الأفكار الصائبة و الشجاعة و الصدق و الإخلاص و فوق كل شيء التضحية , و من منا لا يريد لابنه أو حفيده في يوم الاستقلال أنا قد وضعت حجرا في بناء الوطن أنا واحد من الذين جبلوا الكلس بقطرات دمه و عرق جبينه ومن منا لا يريد أن يرفع رأسه بيوم الاستقلال أمام الأرض و السماء و يقول مفتخرا الوطن وطني و سيبقى إرثا ثمينا لمن يأتي بعدي .
أما قائد الوطن فهو خير القادة و هو ذلك الفكر الحر ذلك الروح المبدع ذلك الجلال المنتصب كضوء من بين الأرض القائد الذي أخد بساعدنا لنصير أمة حية .

في يوم الاستقلال نذكر أن في الوطن كنوز و ذخائر ومن المعلوم أن الأردنيين قد أتقنوا فن الترتيب حتى بلغوا أقصى درجاته فهم إن رتبوا عيبوهم ظهرت كأنها حسنات جليلة و إن رتبوا حسناتهم بدت و كأنها معجزات رائعة .

إن نهضة و استقلال الأردن و وثباته لم تكن بما أوجدته الأمة لمنفعة خاصة بها أو لمجد محدود بحدودها و تخومها بل كان بما تركته إرثا للأمم التي جاءت بعدها .