facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




لا تجلدوا فرحة الوطن!!


أ.د. خلف الطاهات
26-05-2020 09:48 AM

تابعت ليلة أمس الاحتفالية التلفزيونية التي بثتها القنوات التلفزيونية المحلية بمناسبة عيد الاستقلال المجيد ال 74 من امام ساحة قصر رغدان العامر، وهي احتفاليه جاءت بظرف استثنائي وبائي يمر فيه الوطن وهو ما انعكس على ترتيبات الحفل وناله ما ناله من جلد حاولت إفراغه من رسالته الأسمى وهي الإصرار على نشر الفرح بين الأردنيين في ظرف صعب وبائس وضاغط.
كان الحفل استثنائيا بإلقاء جلالة الملك خطابا الى الأردنيين تضمن معايدة ملكية لأبناء شعبه، معلنا فخره واعتزازه بكل أردني وأردنية لان وعيهم وتفهمهم وتعاونهم جعل من الأردن قصة نجاح يتحدث عنها الآخرين بإعجاب وتقدير. وخطاب أمس كان استثنائيا لانه كان مباشره من الملك الى شعبه وكان مجمل الخطاب عبارة عن أحاسيس ومشاعر ملكية شارك بها جلالته أبناء شعبه خلال مناسبة وطنيه بحجم الاستقلال. وحينما يشارك إنسان آخرين بمشاعره فهذا ينم عن الخصوصية في العلاقة وبما يحظون به من تقدير واحترام وهذا فعلا ما تضمنه خطاب الملك للأردنيين وأراد ان يعبر عن خصوصية العلاقة بين القائد والشعب!!
الأمر الآخر ان ما حصل أمس من ترتيبات كان غير تقليديا، فلأول مرة نشاهد حفلا بلا جمهور وبلا مدعوين خاصة ممن اعتدنا في احتفالات مضت ان يكون كبار مسؤولي الدولة يتصدرون المقاعد الأمامية من الحفل، فكان الاحتفال اقرب ما يكون "عائلي" بحضور جلالة الملكة وسمو ولي العهد. احتفالية أمس كانت "تلفزيونية" بامتياز ومدعويها هم من الأبطال الأردنيين في مختلف قطاعات الدولة الذين سجلوا انتصارات غير مسبوقة خلال جائحة كورونا في ميادين عملهم، ما تجعلهم ضيوفا على الأردنيين جميعا ليتحدثوا عن قصص النجاح في قطاعات التعليم والصحة والأمن والإعلام والثقافة والفن ومختلف القطاعات الأخرى.
لا شك ان كل شخص تم اختياره واستضافته في فقرات البرنامج الاحتفالي لا نستطيع إلا ان نقف تحية إجلال واعتزاز على مساهمة كل منهم في صناعة البطولة الحقيقية في ظرف استثنائي. نعم، كل شخص من هؤلاء كان قصة نجاح تستحق ان تروى وتكتب حروفها بماء من ذهب، وهي قصص لسواعد أردنية تؤكد ان مسيرة الاستقلال لا تكتمل الا بمزيد من هذه البطولات والتضحيات الخالصه لصمود وبقاء الوطن عزيزا منيعا حتى لو اضطر النشمية الممرضة سماح طنايب ان تغيب عن أطفالها الاربعه 28 يوما متواصله لتقاتل مع جنود الوطن في الجيش الأبيض فايروس كورونا!!!
الاحتفال وفقراته الذي تشارك في عملية تنظيمه عدة مؤسسات أردنية كان بمثابة رسالة الى عدم الاستسلام لظروف اليأس والإحباط ، وان الأردنيين برغم الظروف والتحديات الضاغطة داخليا وخارجيا إلا أنهم يستحقون كل أسباب السعادة والفرح كيف لا ولدينا ما نفخر به وما صنعه او قدمه الآباء والأجداد من تضحيات و صنعوا من إنجازات تاريخية ماثلة أمامنا وكيف استطاعوا رغم ضيق ذات اليد ان يحولوا التحديات الى فرص وأنتجوا من الواقع مستقبلا مشرقا بهمة وعطاء الأردنيين. فلا غرابة ونحن نعيش أجواء كورونا وفترات الحظر الشامل التي امتدت لثلاث أيام متتالية ولأكثر من ثلاثة شهور من تطبيق قانون الدفاع ان نرى مواكب الجيش والأمن تجوب شوارع المدن الأردنية وطائرات سلاح الجو الملكي تعانق سماء الوطن لتشارك الأردنيين أفراحهم بعيدي الفطر السعيد والاستقلال المجيد.
حسنا فعل القائمون على الاحتفالية بعدم دعوة أي من المذيعين او المذيعات العاملين في أي من المؤسسات التلفزيونية لتقديم فقرات الاحتفالية، وهذا يحسب للقائمين على الاحتفال باتخاذ مسافة حياد والإبقاء على مسافة واحده من جميع المحطات التلفزيونية الرسمية والخاصة. وعملية اختيار المقدمين لفقرات الاحتفالية التلفزيونية في ظني كانت مدروسة بعناية فائقة وكان الهدف تمكين جميع محطات التلفزة بث المادة التلفزيونية دون حرج كون المقدمين لم يمثلوا وسيلة إعلامية محددة!!
إعلاميا، لا يختلف اثنان في الوسط الصحفي والإعلامي ان وزير الدولة لشؤون الإعلام امجد العضايلة قريب من الجميع في مختلف قطاعات الإعلام دون استثناء أخلاقيا ومعلوماتيا، ولا غرابة ان يحظى بتقدير عالي رفيع بين الأردنيين كما حال الإعلاميين حيث رفع لواء الحق والحقيقة في إيصال الرسالة الإعلامية بانتظام ودقة ومهنية وموضوعية لكافة وسائل الإعلام ما شكل لوحه هي الأجمل والأنقى والأبهى عن جهود الدولة الأردنية في مكافحة كورونا، بتواضع جم يجيب على تساؤلات متصليه ويرد باحترام على مسجات طالبي المعلومات، وبدون مكابرة يعترف بالتقصير ان وجد وبالمحاسبه إذا استدعى الأمر!!! ومع تقديري و احترامي لما قيل هنا او هناك عن تغييب القطاع الإعلامي عن الاحتفالية، إلا أن خيار استضافة العضايلة قطع الطريق على بعض الأصوات والوجوه التي يمكن ان تدعي أنها الأحق بالظهور والاستضافة خاصة وان وسطنا الإعلامي والصحفي يشهد هذه الأيام معارك انتخابية نقابية هي الأكثر سجالا وسخونة منذ سنوات مضت.
مؤسف جدا ان نترك جوهر الاحتفال وفقراته التي تضمنت استضافة نماذج عن أبطال الأردن خلال مكافحة كورونا، ونطلق العنان لسيل من التحليلات والتكهنات منصبه على أمور هامشية من مثل ربط غياب بعض المسؤولين عن الاحتفالية التي لم يحضرها بالأساس حضور او جمهور بإستثناء حرس الشرف، أو الإسهاب في تحليل أسباب تجاهل قطاع الإعلام عن الاحتفالية رغم المشاركة الواسعة للشخص الأكثر إطلالة على المشهد الإعلامي بكل انتصاراته وتحدياته ممثلا بالوزير العضايله، متناسين ان الاحتفالية ليست مقصورة على الإعلام بل تمتد لتشمل بحسب القائمين عليها لكل قطاعات الدولة الأخرى التي ساهمت بنجاح في تمكين الأردن من محاربة جائحة كورونا!!
نعم وقفنا جميعا متخلين عن أنانيتنا ومتخلين عن غرورنا وتاركين الأجندة الشخصية، وقفنا جميعا متسلحين بإرادة الأردنيين الصلبة، وبحكمة القيادة الهاشمية وقراراتها الوازنه، وهمة القوات المسلحة والأجهزة الأمنية والصحية، نعم وقفنا وبوقفتنا مع بعض استقام وصمد الوطن منيعا عزيزا، فافرحوا ولا تضيعوا وقتا في الهم والحزن، افرحوا ولا تجلدوا فرحة الوطن!! فاليوم نطوي بفخر صفحة معركة كورونا وسنخوض غد وكل يوم مع جلالته معركة حماية الوطن أرضه وترابه وسيادته كما خضنا معركة حماية صحة إنسانه في كورونا!!! كل عام والملك والوطن والأردنيين بالف خير..








  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :