منذ 30 عاما ، قد تعودت على أن تكون عطلة نهاية الاسبوع والاعياد والمناسبات في بيتنا الريفي الجميل ، والتي تحيطة مزرعة متواضعة مليئة بالاشجار المثمرة واشجار الزينة بالاضافة الى اطلالته الرائعة من ثلاث جهات الغربية والجنوبية والشرقية، بجبال عجلون الخضراء الأبية .
وفي وقت الحظر لم تكن لنا الحرية ، كما تعودنا عليه في الماضي ،فغيبتا ظروف كورونا ، بعداً وشوقاً وحنيناً عن بيتنا الريفي ( بيت المزرعة).
لم نفقد يوماً من بيتنا شيئا ،، أما في زمن تسهيل عمل ( الحرمية) ذهب زوجي قبل أسبوعين ،ليتفقد البيت والشجر والثمر ،، فيال الهول وجد المضافة الخارجية للبيت قد سرقت ،،فاخبر الامن وقاموا بعملهم ،، وتفقد زوجي المنزل فلا غبار عليه ،، الا غبرة الايام التي تركتها غيبتنا ، فعتب علينا البيت واضحر .
ومع قرار الحكومة بحظر الايام الثلاث أبتداء من الجمعة ،، ذهبنا الى بيتنا الريفي يوم الخميس ليكون لنا هناك افطارا متواضعا ،،
تمهيدا لتحضيره لبهجة العيد ،وصلنا قبل اذان المغرب بساعة .
وعند مدخل البيت التي تحيطه أشجار الورد الجوري المختلفة الوانه والتي يفوح عبيرها من كل جانب، وقد صنعت صورة ملونة بين أجواء جبلية طبيعية خضراء ،، تدخل الفرح والبهجة على النفوس .
وجدنا منزلنا للمرة الثانية وبعد أسبوع من السرقة الاولى ،قد سرق!!
حملوا كل ما أستطاعوا حمله من اسطوانات غاز الى شاشات التلفاز
وحتى تكنة زيت الزيتون ،، وسخانات القهوة السادة الموجودة هناك .. لم يتركوا لنا اسطوانة لنعد الطعام ،، ولم يتركوا لنا شاشة لنشاهد الايجاز الصحفي اليومي عن كورونا،،
فابلغنا الجهات المختصة ، فجاءوا مشكورين للقيام بواجبهم قبيل اذان المغرب.
وكان يومها فطورنا قهراً وقصراً على حبات تمرٍ وكاسٍ من الماء.
اقولها لكم لتحذروا في وقت الحظر ،، اكثر من كل الاوقات ،، ففي زمن كورونا سُهل الأمر على مريضي الأنفس ،، كأنه لم يكفينا تجار الأزمات ،، وزادوا الناس هماً وغماً وضغطاً أضافياً.
ومع خبرتي الطويلة بالإعلام والأخبار ،، أقولها لكم وبالعلن ،، ان السرقات الكثيرة والعديدة ،، والتي عملت على زيادتها كورونا وزيادة عدد السارقين؛
تأكدوا لا يُعرف منهم سوى القليل ،، فيعلن عنهم في كل وسائل الإعلام ،، أما ما تبقى من السرقات الغير مصاحبة لجرائم قتل ،، تقيد ضد مجهول .
ويا ليث ذاك المجهول يصبح معلوما ، لنعيش بسلام وآمان ، ولا نضطر أن نصنع بيتا مكبلا بالحديد ،، ويعكروا صفوة اطلالتي التي اعتدت عليها منذ سنين طويلة ، نظرة نحو الافق، لتكون لي من بعد سرقتهم نظرة
مكبلة بحديد مشبك ، يعكر صفوي ونظري ،ويذكرني بما لا احب أن أتذكر.
وكل عام وقائد الوطن وأبناء وطني بخير ومحبة وسلام ،، باستثناء الفاسدين منهم الكبار والصغار .