"لا عذر لنا عندما لا نتفوّق"
وسط تداعيات وتطورات اقتصادية وسياسية، تتراوح بين مد وجزر وغير مسبوقة في العالم أجمع، مازلنا في طور الحبو كدولة محدودة الموارد، -يطل علينا جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين المعظم، حفظه الله، وهو يشيد بالأردنيين جميعًا، وعيونه مليئة بالفخر والامتنان لما وصل إليه الأردنيون من وعي غير مسبوق في تحمّل المسؤولية والالتزام والتفوق على عظمى الدول في الاستجابة لنداءات الحكومة للسيطرة على الوضع، لنحتفل بانتصارنا، وبكلمات جلالته التي منحتنا دفئا وزادتنا عزيمة.
وهنا استحضرت كلام الدكتور طلال أبوغزاله عندما قال: "لا عذر لنا عندما لا نتفوّق"، نعم! فأي عذر لنا بعدما قال جلالته: "هذا هو الاردني الذي أعرفه وأباهي به العالم"، بفخر الواثق والممتن لشعبه، ما خذلتنا يومًا، ولن نخذلك سيدي.
نعم طلال أبوغزاله لقد تفوقنا! لقد تفوقنا، عندما أوقفنا قتل بعضنا من أجل مالٍ أو جاهٍ أو سلطة، لقد تفوقنا عندما أوقفنا الكيد للآخرين من أجل أن نصبح أفضل منهم. لقد تفوقنا، عندما اوقفنا السوادوالخبثوالغِلفيتعاملاتنا، لقد تقوفنا عندما رأينا الأشراف يتسابقون في حب الوطن وتقديم العون له، لقد تفوقنا عندما علمنا أن حبَّ النفس لا يعني أن نكسِر أحدًاوأن نوال النجاح لا يُؤتى بالوطأة على رؤوس الآخرين.
يجب أن نتفوّق، يجب أن نكوننِدّا قويًا نباهي بنا العالم، كيف لا! ولدينا قائد يعطي الأمان والثقة بالنفس والقوة، ويمدنا بطاقة تجعلنا لا نعرف المستحيل؟ لماذا لا نتفوق على هوى النفس ونكبت جماح صلفها وتكبرها؟
نحن رواد ولسنا عاله! إن أسوأ ما قد نفعله في حياتنا هو أن نعيش حياة متواضعة، بسيطة ومملة لا إبداع فيها،دعونا نتعلم من حجرِنا في المنازل معنى التحمل والصبر والإرادة، معنى التفوق والإنجاز. وهنا أيضا يتبادر إلى الذهن مقولة الدكتور طلال أبوغزاله " الذي يكسب في النهاية هو مَن أثبت قدرته على الصبر والتحمّل".
فأن نتفوق يعني أن نجد طريقًا للابتكار، ونتفوق على أنفسنا بالصبر والعمل، وألا يقنعنا الآخرون أنناأقل منهم وألا نشك في قدراتناوطاقاتنا، وأن نكون عونا للوطن لا عليه. إن للتفوق وجهًاآخر، قد يأتي مصحوبًا ببعض المنغصات التي لا مفر منها أحيانًا؛ فالمتفوق غالبًا لديه حسٌ عالٍ بالمسؤولية يؤرقه ويسبب له القلق، فهو يحسب الاحتمالات والعواقب جيدًا، وقد يستشعر الخطر أكثر من غيره. فقط ثق بأنك خليفة الله في هذه الأرض، وأن الله الذي أودع فيك كل الأدوات والإمكانات المتجددة لتكون متهيئا لأداء مهمّتك، أما أن تضيعها فهو باختيارك...
بفضل الله وجهود الملك وجهودالقوات المسلحةالأردنية، أصبح الإنسان الأردني أغلى ما نملك ليس شعارًا وإنما حقيقة _ شدة وستزول_ بإذن الله، ونحن نفاخر فيكم الأمم قائدًا، وإنسانًا، تخاف على وطنك وشعبك وتضع كرامتهم وحياتهم فوق أي اعتبار.