في يوم العيد نحمد الله تعالى من القلب على النِعم التي الكثيرة في وطني وفي أنفسنا على السواء، ولنا كلمات من القلب لتتم المباركة في العيد الذي يأتي بعد عبادة مفروضة؛ لكن هذا العيد له خصوصية حيث يأتي في زمن كورونا والنَّاس محظورة في بيوتها وتلتزم التباعد الإجتماعي؛ وحتى التواصل باتت سمته عن بُعد؛ فالتواصل الإجتماعي والهواتف الخليوية هي وسائل المعايدة حفاطاً على سلامة وصحة الجميع؛ وبالرغم من السماح بالحركة ثاني أيام العيد لكن الحذر واجب:
1. العيد ليس لمن لبس الجديد بل لمن حسناته تزيد، والعيد لمن يشعر مع الآخرين من محرومين وأيتام وأرحام ومساكين وفقراء؛ وهذا العيد في زمن كورونا حتى اللباس ان يظهر والنَّاس في بيوتها؛ لكن إيمان الناس يزيد وحسناتهم بحول الله أكثر وشعورهم مع الآخر أجود بحول الله تعالى.
2. العيد لمن يحسّ مع مَنْ يئن نتيجة ظروف الحياة الصعبة وظروف الحرمان؛ وهنا تتمثّل روحية العطاء والشعور مع الآخر صوب مجتمع متكافل متآخ يتقاسم ما أعطاه الله تعالى له؛ وفي زمن كورونا إزداد من يئنون كنتيجة لتركهم عملهم وخصوصاً عمال المياومة؛ كما زاد العطاء عند الناس لأن الإيمان والإتعاظ زاد.
3. العيد الفرح والسعادة وبراءة الطفولة ونسيان الهموم والأحزان والتفاؤل بالمستقبل؛ وهنا بالرغم من الجائحة فالفرح واجب ورسم البسمة على مُحيّا الأطفال واحب؛ والشعور الداخلي بالفرح واجب حتى ولو كان في البيوت لوحدها ومع أفراد الأسرة؛ وفي زمن كورونا الفرح والسعادة يجب أن لا يُحرم منها الناس لأنها فرحة العيد ويجب أن يكون الكل سعيد.
4. العيد التجديد والعهد مع الله للأفضل ونفض غبار الزلّات والخطايا وحتى الكبائر؛ وهنا على كل الناس أن يستمروا في عهدهم مع الله تعالى؛ فنهاية رمضان لا تعني البتّة نهاية العهد مع الله؛ وفي زمن كورونا المفروض أن يتضاعف العزم والعهد مع الله لغايات الإستفادة من كل العطايا الربانية لكل الناس كنتيجة لزيادة جراتهم الإيمانية.
5. العيد بالطبع التواصل والإتصال الإجتماعي والمحبة والتسامح والتكافل والعطاء، والعيد صلة الأرحام وإيصال لرسالة المحبة والسلام وروحية العطاء؛ وكل هذه الفعاليات عطايا ربانية للإنسان لغايات أن يمتلك روحية عطاء مثلى ويتجلّى عفوه عنه؛ وكذلك في زمن كورونا فالمفروض أن تزيد الحسنات وتتوسع بالإتجاهين الأفقي والعمودي.
6. العيد فرحة الأطفال والكبار والرجال والنساء على السواء، والعيد نسيان الهموم والمتاعب جانباً والجلوس مع النفس ومع من نُحب؛ وفي زمن كورونا الفرحة يجب أن تزيد وتتوسع لتشمل كل الناس لأنهم بحاجة ماسة لثقافة الفرح بعد حظرهم لفترة طويلة أدّت لضجرهم.
7. العيد التسامح والعفو عند المقدرة والمبادرة بالسلام على الآخر؛ وهذا ديدن الكرماء أصحاب العطاء والأيادي البيضاء؛ وفي زمن كورونا الأفضل أن يكون الناس متسامحين أكثر لأن الحياة قصيرة والتحدي كبير.
8. العيد لمن يمسح دمعة الأيتام والثكالى ويُسعد الآخرين أكثر من نفسه؛ وهذه عطايا جزله من أناس برره؛ وفي زمن كورونا ربما يتضاعف ذلك كثيراً لأن الناس تحتاج لرضى الله تعالى وتعظيم حسناتها.
9. وفي هذا العيد نترجم على ارواح شهدائنا من ابناء القوات المسلحة واﻷجهزة اﻷمنية، وندعو لعائلاتهم بالصبر والسلوان؛ فهؤلاء أنبل بني البشر لأنهم ضحّوا بالنفيس لديهم ألا وهي أرواحهم؛ وفي زمن كورونا فالحنين للشهادة في صعود لأن الناس باتت لا تخشى إلا الله وحياتهم كلها مرض وتفشّي للوباء هنا وهناك.
10. وفي هذا العيد نترحّم على روح والدي وندعو له بالرحمة والفردوس الأعلى، وكذلك نترحّم على كل من توفّاه الله تعالى؛ والفاتحة على أرواح كل الموتى ونرجو لهم الفردوس الأعلى؛ وفي زمن كورونا الرحمة بإزدياد حيث الناس تخشى الله وتخاف الفايروس.
11. في العيد ندعو الله مخلصين أن يحفظ اﻷردن من كيد الكائدين، وفي هذا العيد بالذات نتطلع بأن تلتئم جراح الأمة وويلاتها وآهاتها لتكون أمّتينا العربية والإسلامية بأحسن حال لا بل تخرجا من حالة الهوان التي تعيشاه؛ وفي زمن كورونا نحن مدينين للأجهزة الرسمية والشعب لما قدّموه من جهود مضنية في سبيل حماية الوطن والمواطن.
بصراحة: عيدكم مبارك وعساكم من عوّاده وتقبّل الله طاعاتكم جميعاً، ورسم البسمة والفرح على محياكم جميعاً؛ وخلّصنا من شر غُمّة كورونا وأعطانا جميعاً الصحة والعافية وطول العمر.
كل عام وأنتم والوطن وقائد الوطن والجميع بألف خير وإلى الله أقرب.
صباح العيد والبسمة والفرح والسعادة