أطلت هذه السنة علينا من بدايتها بهذه الجائحة اللعينة وضربت عافيتنا ولقمة عيشنا؛فما يزال العالم أجمع يترنح من شدة تداعيات المعركة،إذ الفيروس لا يميز بين طويل أو قصير ، غني أو فقير، عربي أو أعجمي ، أبيض أو أسود . ينتشر بسرعة البرق لا يتوقف عند حدود ولا أمام أبواب حديدية مؤصدة. أكلت هذه الآفة من رصيد مخزوننا الصحي، والاقتصادي، والنفسي ما لم نشهده من قبل. كما تغيرت سلوكياتنا في خضم هذه المعركة ، وبالتاكيد لن تعود الحياة إلى ما كانت عليه حتى بعد نهاية هذه الكربة على الجميع.
أشرق علينا رمضاننا هذا العام ونحن مشغولون بالتباعد الاجتماعي واتباع تعليمات منع العدوى والانتشار، ووجوهنا إلى السماء متوجهة بالدعاء كل يوم سائلين المولى عز وجل أن تعود الحياة إلى طبيعتها دون خوف أو تردد. تواقون لزيارة أحبائنا، فلذة أكبادنا، والتواصل مع رحمنا، والتسامر مع الجيران والاصدقاء. وللأسف كان وما يزال واقع الحال كما هو، الخطر قائم، والصحة أولاً للجميع هي من أولوياتنا.
الحظر قائم، نهاية رمضان المبارك وحتى بدايه أيام العيد. وسواءً وافقنا على هكذا قرارات أم لم نوافق، وسواءً أبدينا امتعاضنا شفهياً أم كتابيا، فإن أولياء الأمر قد بتوا في الأمر وما علينا إلا الالتزام أمراً وطاعة، فكلنا يعلم أنه في زمن الأزمات نجاح تدابيرنا يعتمد بشكل رئيس ثقتنا بأصحاب القرار واتباع ما تمليه علينا توافقاتهم مهما كانت صعبة ومزعجة.
و لايمكن أن يكون الشارع الأردني كله راضياً عن هذه القرارات. فالأطياف متنوعة ومختلفة، كلٌ له أولوياته وآراؤه، ولكن الأردن للجميع كما كان دائماً وما زال. أوضاعنا الصحية ممتازة رغم ماحدث من مطبات السائقين والمخالطين، وها نحن نتعلم من أخطائنا يوما بيوم، فالأردن الآن غير ذاك الذي كان في بداية الأزمة . دولٌ عظمى تخبطت وما تزال تتخبط في التعامل مع هذه الحرب، ولسان حال شعوبها: لماذا لا نكون كالأردن؟
رحم الله جلالة الملك الحسين رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته، ، حيث كان يقول عند اتخاذ أي قرار صعب بعد شورى القلة الثقات من أولياء الأمر :" الكثرة تعيق الحركة".
رمضان المبارك يسدل ستارته علينا حيث مضى دون تجمعات واحتفالات، ولا حتى صلاة في المساجد وكان مختلفاً تماماً عن سابقيه، ولكننا صبرنا وأتممناه بخير. وها هو العيد يفتح أبوابه بحذر شديد، ويهمس في آذاننا، كل عام وأنتم بصحة وخير .
دعواتنا للجميع بلباس العافية أولاً وآخراً.
عيد العافية إن شاء الله على الجميع.
(الرأي)