تَولّت بهجت الدنيافكل جديدها خَلَـقُ
وخان الناسُ كُلّهمفلا أدري بِمن أثق
أحنّ إلى أعياد أيام زمان. كان ناسها أكثر طيبةً وتمسكاً بتقاليد العيد. المحبة تطل من الأعين. لا خبث أو مكر. بساطة الحياة كانت تشدّ الناس إلى بعضهم. يألفون وَيُؤلفون!
تغيّر الحال اليوم. وشائج القربى انقطعت أو كادت. المحبة شابها ما شابها من رياء. رونق العيد فارقه. ثمة غنى فاحش يقابله فقر هو نصيب الغالبية من المواطنين. مخافة الله لم تعد تسكن إلا نفوس القلّة من الناس.
أما النفاق فلا تحدّثني عنه. كثرت أساليبه هذه الأيام. بات سُلّماً للوصول!
ما أسوأ أن يتخلى المرء عن كرامته فينافق!
ما أحقر من له وجهان!
صاحب الوجهين تخلّت عنه كرامته.
في الماضي سادت علاقات اجتماعية بين الناس لا تشتمّ منها خبيث أو رياء. تغير الحال اليوم. علاقاتنا الاجتماعية تخضع لحسابات غير إنسانية، فارقها الطُّهر والنقاء.
البِرُّ والحنان فارقا قاموس الكثيرين. "التديُّن" أو اصطناعه غلب على التديُّن الحقيقي.
لم يعد – مع الأسف – لوجه الله، وأنا هنا لا أُعمّم – أصبح نفاقاً وتظاهراً!
عواطف الكثيرين منّا باتت بلا حميميّة. خَلَت من نقائها. عواطف منزوعة "الدَّسم"!
أتساءَل هنا: لماذا تغيّر الحال عن أيام زمان؟
لماذا غدا "الجحود" مُهيمناً على علاقاتنا الإنسانية؟
"الجحود" من سلبيّات حياتنا اليوم.
إنه سُبَّة ما بعدها سُبّة.
كل شيء في حياتنا قد تغيّر.
سادت مقولة "شيلني تشيلك".
هذه المقولة هيمنت على الكثيرين. لم تعد المساعدة تخضع للقيم الإنسانية.
أمست تخضع لاعتبارات غير أخلاقية.
غلبت على العلاقات الاجتماعية قوانين "السوق".
بات مطلوباً الثمن!.
سادت "الفَهلَوة" فأنت إن ظفرت من خلالها بما تريد كنت الفالح المنتصر!
ما أكثر من يلجأون إلى "الفهلوة" هذه الأيام وصولاً إلى ما يبتغون!
أعود فأقول سقى الله أيام زمان وأعياد أيام زمان!
كانت بحق الله "أيام بَرَكة".
"الفضيلة" كانت سلوكاً لا مجرّد "شقشقة لسان"!