بإنتظار خطاب الملك الإثنين
شحاده أبو بقر
22-05-2020 11:58 PM
كنت سأكتب مطالبا بالدعوة لعقد قمة عربية لإتخاذ موقف عربي موحد من مؤامرة الضم في بداية تموز , لكنني وكسائر شعوب العرب أتساءل عن جدوى قمة تصدر بيانات شجب وإدانة كالعادة وكفى الله العرب شر القتال! .
وعليه وحيث نحن الأردنيين والفلسطينيين بإنتظار المعلوم الذي يعني صراحة شطب هويتنا الوطنية الأردنية وتصفية القضية الفلسطينية حتى آخر قطرة ونقل الصراع إلى ساحتنا الأردنية وإراحة الغزاة المحتلين من عناء القضية إبتداء , ثم التمهيد لمخططهم الجهنمي الرامي إلى الهيمنة على الشرق العربي كله تدريجيا وتباعا , فإنني وككل عربي حر وككل أردني وفلسطيني حر أتطلع بإهتمام إلى :
1: خطاب ملكي عربي أردني هاشمي مسلم يضع النقاط على الحروف بوضوح , ويحشد صفنا أردنيين وفلسطينيين في مواجهة المؤامرة بكل ما أوتينا من قوة .
2 : أمامنا شهر واحد بإنتظار المؤامرة المدعومة أميركيا من جانب الإدارة التي تنفذ رغبات الحركة الإنجيليكية المتصهينة دينيا كشرط لإستمرار هذه الإدارة وعودتها ثانية في الإنتخابات القادمة نهاية هذا العام .
3 : جميعنا نرى بالبصيرة والبصر معا , أن للمؤامرة أعوانها في المنطقة والذين لا شأن لهم ببقاء وصمود الهوية الوطنية الأردنية ولا بالهوية الوطنية الفلسطينية , ومنهم من يعتقد واهما أن حلا على الطريقة الصهيونية يقيم " دويلة " فلسطينية مقطعة الأوصال في الضفة الغربية تتحد لاحقا فيدراليا أو كونفدراليا مع الأردن الجديد , هو الحل الممكن والمتاح بغض النظر عن تاريخ طويل مليء بالدماء والشهداء والتضحيات واللجوء والمعاناة ! .
4 : هؤلاء مجرد واهمين يثقون بالصهيونية التي لم ولن تكون يوما موضع ثقة ومنذ فجر النبوة المحمدية وحتى يومنا وإلى أن تقوم الساعة .
5 : لن نقول إنه عار ديني وأخلاقي وإنساني على كل مسلم مثلا , بل هو عار على كل عربي يقبل بأن يبقى موضع سجودنا لله الواحد الأحد مسلمين ومسيحيين تحت " بساطير " جنود الغزاة والمحتلين في قدس الأقداس وخليل الرحمن وبيت لحم وكل بقعة من فلسطين .
6 : نعيد التأكيد ثانية بأن " ورقة " الشعوب العربية والإسلامية المؤمنة بالله هي الورقة الأقوى والأصلب والأشد بيد جلالة ملك المملكة الأردنية الهاشمية , فالشعوب تأبى وترفض وأيا كان الثمن أن تمر المؤامرة على القدس وفلسطين ومقدساتها والهويتين الوطنيتين الأردنية والفلسطينية تحت أي ضغط أو ظرف كان .
7 : شد الهاشميون الرحال من الحجاز في الزمن القومي الديني الجليل من أجل دولة عربية إسلامية كبرى أرادها سائر أحرار العرب وقابلها المستعمرون بخيانة الوعد والعهد , لكن أحرار العرب والمسلمين ما زالوا على العهد مهما واجهوا من قهر وذل وخيانات عبر التاريخ والأردنيون والفلسطينيون الشرفاء في الطليعة منهم .
8 : هذا المدد العربي والإسلامي الحر الشريف بحاجة إلى من يستفز مشاعره الدينية والإنسانية ليقول للغزاة وأعوانهم من المتآمرين والخونة توقفوا فالقدس لن تضيع والأقصى لن يتهود وفلسطين هي فلسطين والمملكة الأردنية الهاشمية هي المملكة الأردنية الهاشمية .
9 : ولست أرى قائدا عربيا مؤهلا للتلويح بقوة هذا المدد الشعبي في وجه الصهاينة وأعوانهم غير الملك الهاشمي عبدالله الثاني بن الحسين بن طلال بن عبدالله بن الحسين بن على آل عون , وحجته الأقوى من كل حجة هي أن الشعوب تأبى الذل والعار بالتخلي عن مقدساتها وشرفها .
10 : لا بد من نثر كل الأوراق في وجوه الغزاة وأعوانهم أينما كانوا , وحتى لو إقتصر الأمر بداية علينا نحن الشعبين الأردني والفلسطيني فالله قطعا معنا , ولن يضيرنا أبدا أن نختار الموت في سبيل الله والقدس والقضية والهوية والوجود على نعيش أذلة تحت حراب المحتل الغاصب متخلين عن قدسنا وأقصانا ومقدساتنا .
11 : أما أولئك المخدوعون من بعض الأفراد الأردنيين والفلسطينيين الذين ما زالوا يبحثون عما يسمونه حوارا وتطبيعا مع المحتل الظالم لعله يوصلهم إلى مناصب قيادية ومغانم دنيوية , فلن نقول لهم سوى أنهم مساكين قاصرو نظر , وعليهم أن يعلموا يقينا أن لا أردنيا ولا فلسطينيا يمكن أن يخضع لما يريدون ويسعون مهما كان الثمن ومهما كانت التضحيات .
12 : جلالة الملك .. كل عام وأنت بخير , ونحن وسائر الأردنيين والفلسطينيين بإنتظار خطابكم في هذا الوقت العصيب آملين أن يسمع العرب والعالم كله من جلالتكم ما يجب أن يقال صراحة , وتيقنوا جلالتكم من أن كل الشرفاء الأردنيين والفلسطينيين والعرب والمسلمين معكم , ومن تغطى برداء شعبه وشعوب أمته فلن يخيب له هدف جليل أبدا أبدا . والله من وراء قصدي .