أعترف أن الحلقة الأخيرة من مسلسل " الإختيار " أبكتني لحظة إستشهاد المقدم أحمد المنسي وصحبه في مقاومته للتكفيريين في سيناء ... وتذكرت قصص بطولات الشهيد راشد الزيود وسائد المعايطة ومعاذ الحويطات وزملائهم وهم يقاتلون فئة المتطرفين .. هؤلاء الأبطال يتشاركون مع أحمد المنسي بالرجولة والإقدام والثبات ، ويتشاركون بالعدو الأسود الذي يهدد الجميع .
ويرجع في بالي نفس السؤال ، لدينا قصص بطولة حقيقية والأردنيون تسكنهم روح الفروسية منذ الأزل ، وسجلوا بأحرف من ذهب قصص بطولة وفداء على أرض فلسطين ... لماذا لا نوثق هذه القصص في مسلسلات وأفلام ، الدراما جزء من تاريخ الدولة ، ننقل للأجيال وجهة نظرنا وندافع عن قضايانا ونحمي هويتنا .
هل سمعتم بقصة المقدم صالح شويعر قائد كتيبة الدبابات الثانية في حرب عام ١٩٦٧ والذي صمد بدبابته ومعه ثلاثة من عسكره ... وظل يقاوم غزو قوات الإحتلال الصهيوني في معركة وادي التفاح دامت لساعات ومنعهم من دخول مدينة نابلس حتى إستعانوا بالطائرات لقصف دبابته ...
النقيب فريد الشيشاني في حرب عام ١٩٧٣ تنفذ ذخيرة الدبابة فيقفز منها ويقاتل جنود العدو بالسلاح الأبيض حتى يلاقي وجه ربه صائما شهيدا ..
الملازم أول خضر شكري يعقوب في معركة الكرامة عام ١٩٦٨ ، كان ضابط الملاحظة الأمامي لسرية المدفعية ، ظل يمرر مواقع العدو قرب النهر ليتم قصفها ، حتى عبر العدو الشريعة فتتم أحاطته ، فيمرر إحداثيات موقعه ليتم قصفه مع قوات العدو التي أحاطت به ، ويسجل قصة نادرة في التضحية .
وحديثا ؛ راشد الزيود يقود فريق المهام الخاص ويخترق وكر الإرهابيين فيصاب أحد جنوده فيحاول إنقاذه فتكون له رصاصة بالمرصاد ... إقتحام سائد المعايطة لقلعة الكرك المحتلة من مجموعة إرهابية قاطعا إجازته ليكون مع موعد الإستشهاد ...
إختراق معاذ الحويطات البناية في السلط وقد لجأ إليها مجموعة إرهابية فيستشهد عندما تم تفخيخها مسبقا ..
للأسف نحن على أبواب مئوية الدولة الأردنية والإحتفال بها هو الإحتفال بهؤلاء الشهداء الذين طرزوا أسمائهم في سجل الذاكرة والتاريخ ، وعلى القوات المسلحة الأردنية ووزارة الثقافة والهيئة الملكية للأفلام أن تنتج شيئا يليق بهم وبنا .